رئيس الدولة: الأولوية لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة ومواصلة تدفق المساعدات الإنسانية
كلمة خليل الحية... هل تعني بداية انهيار حماس؟
جاءت كلمة خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، مشحونة بالاتهامات والتحريض، ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضاً ضد دول عربية كالأردن ومصر، متهماً إياهما بالتواطؤ أو التقاعس، في لهجة غير معتادة من قيادي فلسطيني تجاه أطراف لطالما لعبت أدوار وساطة لصالح الشعب الفلسطيني.
الأخطر أن حديث الحية تضمن نبرة تبريرية لما حدث في غزة، متجاهلاً الكارثة الإنسانية التي حلّت بالقطاع وسكانه التي أسفرت عن حوالي 200 ألف شهيد وجريح , ومع تدمير البنية التحتية، ونزوح نحو مليوني إنسان، وغياب أي أفق سياسي، بدا أن الحية منفصل عن الواقع على الأرض. فهل يحق له فعلاً التحدث باسم الشعب الفلسطيني الذي لم يُستشَر في هذه الحرب، ولم يجني منها إلا المآسي والجوع والدمار والتشرد ؟
جاءت كلمة الحية في توقيت حرج لحركة حماس، إذ تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليها. وقد قوبلت كلمته بانتقادات لاذعة في الأوساط الشعبية الفلسطينية، خصوصاً في أوساط النازحين داخل غزة، الذين باتوا يرون في قيادة حماس سبباً مباشراً لاستمرار معاناتهم. كما أن وسائل إعلام عربية ومحللين سياسيين في مصر والأردن وصفوا الخطاب بأنه «تحريضي ومتهور» ويمثل هروباً من تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن الكارثة.
لقد جلب طوفان حماس الحرب الخراب والدمار , فأكثر من 70% من سكان غزة فقدوا منازلهم أو مصادر رزقهم، بينما يعاني أكثر من مليون طفل من انعدام الأمن الغذائي والحرمان من التعليم، وهي أرقام تؤكد حجم المأساة.
كلمة الحية، وإن جاءت دفاعاً عن «ثوابت المقاومة»، إلا أنها كشفت ارتباكاً واضحاً داخل صفوف حماس، وتآكلاً في شرعيتها الشعبية والسياسية. كما عكست حالة من العزلة الإقليمية المتزايدة، بعد أن باتت مواقفها تتعارض حتى مع حلفاء تقليديين.
في المحصلة، يبدو أن تصريحات الحية ليست مجرد تكرار لمواقف سابقة، بل قد تكون مؤشراً على أزمة أعمق تعيشها قيادة حماس، وتحديداً في ظل اتساع الهوة بينها وبين أبناء القطاع، الذين يدفعون الثمن الأكبر .