رئيس الدولة: الأولوية لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة ومواصلة تدفق المساعدات الإنسانية
فنون الأداء التراثية
فنون الأداء الفردية أو ما يسمى بالشلات التراثية ويتميز بها البدو الرحل ويمتلك مؤديها خامات صوتية متميزة مثل المنكوس والردح الونة والتغرودة نستعرض في هذه المقالة بعض من فنون الأداء التراثية ونبدأ بالمنكوس وهو لحن غنائي حزين بدون موسيقى للشعر النبطي ويُشتهر هذا اللحن في دول الخليج العربية، يُطرب السامعين من خلال تفعيلته المميزة والمختلفة عن بحور الشعر النبطي الأخرى وسمي المنكوس بهذا الاسم لأن المؤدي يبدأ الشعر بصوت مُغنى مرتفع ثم ينخفض الصوت بعد ذلك مع نهاية الشطر، هذا الانخفاض في الصوت يسمى المنكوس أي انتكس الصوت، من أبيات فن المنكوس:
أنا ما سعدت بطيب وقتي ولا حسيت
إلا بوجودك شفت وقتي لذاته
لك موقع في داخل القلب به حطيت
حبك ملك قلبي تحكم بنبضاته
أما الردح فهو أحد أنواع فنون الشعر الغنائي الشعبي، الذي أصبح ينشد مؤخراً على الربابة، الآلة الوترية التقليدية العربية المعروفة. عادة ما يكون الشعر الغنائي الذي ينشد في الردح إمَّا وصفاً، أو مدحاً، أو يركز على الأمثال والحِكَم. ويتداول المغنون العديد من الموضوعات الشعرية مثل المديح ضمن قالب من الشجن والحزن. تتميز القصائد باحتوائها على أنماط من الشعر النبطي التقليدي، ويؤديها شخص أو شخصان. ويشتهر شعراء الردح بجمال أصواتهم وعذوبتها، وكفاءتهم في الأداء وسعة اطلاعهم ومعارفهم. من أبيات فن الردح:
يعل نوَ بانت مزونة يسقي الظفرة ويرويها
لين يزخر عشب بينونة والغزر تسقي سواقيها
أما الونة فهي أحد فنون الأداء التقليدية التي تتميز بألحانها العذبة وامتزاجها بكلمات من الشعر النبطي.
تستند الونّة على الألحان الغنائية الشجيّة التي تضفي جواً من الشوق والحنين. يقوم بأداء الونّة بتبادل الأبيات الشعرية، ويمزج مغني الونّة في أغلب الأحيان بعض أبيات من الشعر النبطي بلغته العربية العامية، في إشارة واضحة إلى التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، من أبيات الونة:
أصبحت يا شقراية عيل على المسراح
ويلاك هب ع الغاية ما من عظام أصحاح
أما التغرودة فتُنشد تغرود البوش (وتعني الجِمال) على ظهور الجِمال وهي تخبّ بمعنى أول سرعتها بعد المشي فتكون حركتها بمثابة إيقاعات لترديد أبيات الشعر، وذلك أنه إذا زادت سرعة الجمال فإن أي إنشاد فوقها سيكون متعذرا، لان الراكب لن يستطيع التقاط نَفَسه، وضبطه بسبب شدة الحركة وتحرك المؤدي على ظهر الجمال ما بين الانخفاض والارتفاع، وكان في الماضي يؤدّى والرجال متجهون في رحلات السفر الطويلة سواء كانت رحلات تجارة أو غيرها، وهو إنشاد جماعي في صورة نغمية ثابتة تتميز باستطالة حروف المد في نغمة متموجة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب، ويمكن للراكب أن ينشد التغرود منفردا، ويمكن أن يؤديها اثنان أو أكثر يتناوبان بالأداء، ومن أسباب كتابة أبيات فن التغرودة مواقف مؤثرة على نفس المؤدي مثل خيبة الظن أو الفزعة لشخص أو الحمية، من أبيات فن التغرودة:
خبي بنا يا أم المشد الوافي دامك بخير وظهرك سنافي.
بترسمين الدرب لي متعافي كان العدو فينا يدور خلاف
ودمتم،