جناح إيران بالقرية العالمية بدبي يستكمل مسيرته .. (1)

جناح إيران بالقرية العالمية بدبي يستكمل مسيرته .. (1)


إيران من الدول التي تكون دائما حريصة على وجودها بالقرية العالمية بدبي منذ موسمها الأول وحتى الآن.. وإيران أصل اسمها هو أريان بالفارسية القديمة المكونة من آري وان، ومعنى الاسم أرض الآريين, واستخدمت الكلمة محلياً منذ عهد الساسانيين في العصور القديمة, وفي العصور الحديثة استخدمت مجددا في عام 1935وقبل ذلك كان البلد يعرف ببلاد فارس, ويستخدم كل من فارس وإيران بشكل متبادل في السياقات الثقافية إلا أن إيران هو الاسم الذي يستخدم في السياقات السياسية رسميا.. وإيران ثاني أكبر دولة بالشرق الأوسط من حيث عدد السكان بعد مصر، وثاني أكبر بلدان الشرق الأوسط مساحة بعد السعودية، وتطل إيران على بحر قزوين، وطهران هي العاصمة وأكبر مدينة في البلاد.. وإيران موطن لواحدة من أقدم الحضارات في العالم أول سلالة حاكمة شكلت في إيران خلال المملكة العيلامية في 2800 قبل الميلاد, وقد وحّد الميديون إيران في إمبراطورية عام 625 قبل الميلاد, وقامت بعد ذلك الإمبراطورية الأخمينية الإيرانية ومن ثم الإمبراطورية السلوقية الهيلينية واثنتان من الإمبراطوريات الإيرانية اللاحقة هما البارثيون والساسانيون قبل الفتح الإسلامي في 651 م.. وخلال عهد السلالات الدولة الإسلامية انتشرت اللغة الفارسية والثقافة الفارسية في جميع أنحاء الهضبة الإيرانية, وأكدت السلالات الإيرانية مبكرا على الاستقلال الإيراني, وهذه السلالات هي الولة الطاهرية والدولة الصفارية  والسامانيون والبويهيون..وأصبحت بعد الفتح الإسلامي علي يد عمر بن الخطاب مركزا رئيسيًا للحضارة الإسلامية والتعلم، حيث انتشرت الفلسفة الفارسية والأدب والطب والرياضيات والفلك والفن والعمارة في جميع أنحاء العالم الإسلامي وما بعده خلال العصر الذهبي الإسلامي.

وتقول شفيقة محمد الحمصي مديرة الجناح إن إيران تحرص وكعادتها في كل موسم أن يرمز إلى معلم من معالمها التراثية المشهورة, وفي هذا الموسم السابع والعشرين يرمز جناحها إلى قصر عالي قابو في أصفهان, ويعد قصر عالي قابو أحد عجائب اصفهان المتميّزة بالزخارف المعمارية الفاتنة والمثيرة للدهشة ومن الاماكن المتألق نجمها في العالم وهو موجود في الزاوية الغربية لساحة نقش جهان مقابل مسجد شيخ لطف الله بأصفهان.. وكلمة عالي قابو التركية المتكونة من عالي و قابو تعنى "البوابة العالية" نظراً للمكانة العالية والأهمية البالغة التي كان يعلّقها الناس و لاسيما الملك الصفوي على هذا القصر..

ويعود أصل هذه القصر الى العهد التيموري وتم بناؤه في بداية القرن الحادي عشر الهجري وبأمر من الملك الصفوي شاه عباس الأول, وكان الملوك الصفويون يستقبلون الضيوف رفيعي المستوى وسفراء الدول الأجنبية في هذا القصر.. وفي زمن الملك شاه عباس الثاني أضيفت أقسام أخرى الى المبنى الاصلي لعالي قابو, وكان هذا القصر بمثابة بوابة رئيسية ومدخل لجميع القصور التي بنيت في العهد الصفوي على مقربة من ساحة نقش جهان.. وقضى الملك شاه عباس الأول معظم أوقاته في عالي قابو وخصصه للمناسبات الرسمية, فضلاً عن أن الملك وضيوفه كانوا يشاهدون من على شرفة هذا قصر الاستعراض العسكري والمناظر الطبيعية ولعبة الصولجان والألعاب النارية والعروض البهلوانيه وغيرها.. وقصر عالي قابو يعتبر نموذجا فريدا يعكس النمط المعماري المستخدم في العهد الصفوي, كما أن اللوحات الفنية والمنمنمات البارعة التي رسمها الفنان الايراني الشهير رضا عباسي في عهد الملك شاه عباس الاول والمتضمنة رسومات وصور عن مختلف الزهور والورود والأغصان والطير والحيوانات ناهيك عن زخارف من الجص على شكل أكواب وكؤوس على الجدران والأقواس كل ذلك يضفي جمالاً وبهاءً على هذا القصر.
وأما من الداخل فقد تم استخدام الكاشي "السيراميك"  في واجهات المحلات, وكان هذا السيراميك مستخدما أيام الدولة الصفوية في المساجد والأسواق.. ويعتبر الكاشي فن استخدام البلاط في العمارة وهو أحد الرموز المهمة وعناصر الزينة البارزة في الهندسة المعمارية في ايران واحدى الحِرف القديمة لهذا البلد, ويتم استخدام الكاشي للزخرفة والتزيين داخل المباني أو الواجهات الخارجية.. كلمة كاشي أي البلاط مأخوذة من اسم مدينة كاشان التي كانت أهم مركز لأعمال الفخار والبلاط الفاخر في وسط إيران.. يعود تاريخ هذا الفن إلى العصور القديمة والألفية الثانية قبل الميلاد وتحديدا إلى العصرين الساساني والأخميني, وفي الفترة الإسلامية تطورت هذه الحرفة تدريجيا وتحولت إلى واحدة من أهم عناصر الزينة المستخدمه لغرض تغطية المباني المختلفة خاصة المباني الدينية.

ويتوسط الجناح كما يقول مجتبى شعبان منسق الجناح ساحة كبيرة تضم الحرفيين, ومقاعد وطاولات لجلوس الضيوف ليتناولوا ما يطلبوه من مشروبات أوحلويات من المحلات الموجودة حول الساحة, أو لمشاهدة الفنون الفلوكلورية الإيرانية التراثية التي تقدمها فرقة فنية إيرانية على مسرح الجناح الذي صممت خلفيته بنقوش من عهد الدولة الصفوية في إيران.. أما الفرقة الفنية والتي تسمى الفرقة الفارسية تتكون من الفنان مجيد مسئول الفرقة, وثلاث فنانات هن جيران وميترا ومينا, وثلاثة فنانين هم بهزاد وكمال وعلي الذي يقوم بتدريب الفرقة.. كما يوجد بالساحة أيضا ثلاثة حرف يدوية هي تلوين الوجوه للصغار والكبار, وزخرفة الخشب والنحاس, وصناعة الإكسسوارات والحلي.. وتفاصيل هذه الحرف كالتالي:

- شيدا ومريم.. تقومان بالرسم على وجوه الصفار والكبار من الضيوف وحسب الرسم أو النقش الذي يختاروه وباللألوان التي يختاروها أيضا مما يخلق لديهم بهجة ومرح.

- ليلى وزوجها محمد.. فنانان يقومان بتلوين وزخرفة الأواني الخشبية كالصواني وحوامل فناجين الشاي وحوامل الأوراق وصناديق المفاتيح وغيرها وحوامل المصحف المتهددة الأنواع, وكذلك الأواني النحاسية مثل فازات الزهور الصغيرة والعلب والتحف النحاسية الصغيرة. وأيضا المحافظ الجادية بأنواعها.. وهما يستخدمان الألوان المتعددة في زخرفة وتزيين كل هذه الأواني لتبدو في مظهر جذاب وبصورة مغرية للضيوف لإقتنائها.

- محمد فيضي ومحمد رضا.. يقومان بصناعة مختلف الإكسسوارات النسائية والرجالية يدويا من الفضة وتطعيمها بقطع الأحجار الكريمة المناسبة لها, كما يقومان بعمل السبح من الؤلؤ والحجارة الكريمة المختلفة وبأحجام ومقاسات متعددة كالؤلؤ والفيروز والكهرمان والعقيق وغيرها, وهما يقومان بعملهما أمام ضيوف الجناح والقرية العالمية وينفذون ما يطلبه الضيوف منهم.

هذه حكاية الجناح الإيراني الذي يقبل عليه ضيوف القرية العالمية بكثافة للإقتناء ما يحتاجونه منة, وحكاية تصميمه من الخارج والداخل, وحكايات حرفة اليدوية والفرقة الفنية.. أما معروضاته والمنتجات الإيراني فستكون في الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.