حماية الطفولة في زمن التقنية… مسؤولية الجميع

حماية الطفولة في زمن التقنية… مسؤولية الجميع

في عصر التكنولوجيا والانفتاح الرقمي، أصبح الطفل جزءًا من العالم الإلكتروني منذ سنواته الأولى، يتفاعل مع الأجهزة الذكية ويشاهد المحتوى عبر المنصات المختلفة. ورغم ما تحمله التقنية من فوائد تعليمية وترفيهية، إلا أن خطر الاستغلال الإلكتروني والرقمي للأطفال بات قضية تستدعي وعيًا ومسؤولية من الجميع.
يتعرض بعض الأطفال اليوم لأشكال متعددة من الاستغلال، منها نشر صورهم ومقاطعهم دون إذن، أو استخدامهم في محتوى ترويجي بهدف الشهرة والربح، إضافة إلى تعرضهم أحيانًا للتنمر أو التواصل غير الآمن عبر الإنترنت.
لحماية الأطفال، يجب أن تبدأ الخطوة الأولى من الأسرة، وتتطلب وعيًا حقيقيًا منها قبل أي جهة أخرى، فالأبوان يتحملان الدور الأكبر في متابعة استخدام أبنائهم للتقنية، من خلال التوعية والمتابعة المستمرة لاستخدام الطفل للأجهزة، وتحديد الوقت والمحتوى المناسب لعمره، وعدم نشر أي معلومات أو صور تخصه على الإنترنت. 
كما ينبغي على المدارس تعزيز التثقيف الرقمي، وتعليم الأطفال كيف يتصرفون في حال تعرضهم لأي موقف مريب أو غير مريح.
كما تقع على المدارس والمؤسسات التربوية مسؤولية تعزيز الثقافة الرقمية الآمنة لدى الطلبة، وتنمية مهارات التفكير الواعي عند التعامل مع المحتوى الإلكتروني. 
أما المجتمع ووسائل الإعلام فعليهم دور في نشر التوعية المستمرة، ودعم التشريعات التي تجرّم أي شكل من أشكال الاستغلال الرقمي للأطفال ، ووضع ضوابط واضحة تحمي حقوق الطفل الرقمية وتمنع أي استغلال أو إساءة.
إن الطفل أمانة، وحمايته واجب وطني وأخلاقي، وحمايته من العالم الرقمي لا تقتصر على المنع، بل على التوجيه الواعي والاستخدام الآمن، فالتقنية وسيلة للعلم والمعرفة، وليست مجالًا لانتهاك خصوصية الصغار أو المساس ببراءتهم. ولن يتحقق الأمان الرقمي إلا بتعاون الأسرة والمجتمع والمؤسسات لحماية هذا الجيل من أخطار العالم الافتراضي.