رئيس الدولة: الأولوية لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة ومواصلة تدفق المساعدات الإنسانية
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
رسالة إلى الشباب
مهما ارتقيتم بمستوى تعليمكم ونلتم أرقى الدرجات العلمية، إياكم أن تعتقدوا أنكم صرتم أفضل من آبائكم، الأب هو الناصح الذي يقدم لك الدروس والعبر، وهو الشخص الذي سيبقى معك دائمًا.
رحلتي مع والدي: دروس وعبر.
كنت في الرابعة من عمري، وكنت أرى والدي بطلًا خارقًا وأعظم رجل في العالم. كان كل شيء يبدو ممكنًا عندما يكون بجانبي. ولكن مع مرور السنوات، بدأت أفقد هذه النظرة المثالية.
المرحلة الأولى: الإعجاب
عندما كنت في السادسة من عمري، كنت أعتقد أن والدي يعرف كل شيء في العالم. كنت أطرح عليه الأسئلة، وكان يجيبني بكل ثقة. كنت أعتقد أنه لا يوجد شيء لا يعرفه.
المرحلة الثانية: الشك
عندما صرت في الرابعة عشرة، بدأت أشك في قدرة والدي على التكيف مع عصرنا الحديث. كنت أعتقد أنه لا يفهم التكنولوجيا الجديدة والعالم المتغير.
المرحلة الثالثة: الابتعاد والاستغراب
عندما صرت في العشرينات، كنت أبتعد عن والدي وأحاول أن أكون مستقلاً. كنت أقول لنفسي: "أنا مستحيل أتحمله، كيف كانت أمي متحملة أبي كل هذه السنين؟" كنت أستغرب كيف كانت أمي قادرة على التعامل مع والدي طوال هذه السنوات.
المرحلة الرابعة: الابتعاد التام
عندما صرت في الخامسة والعشرين، كنت أهرب من البيت كي لا أراه ، وأبتعد عن نصائحه. كنت أحسها بدون معنى. كنت أعتقد أنني لا أحتاج إلى والدي، وأنني أستطيع أن أتعامل مع الحياة بمفردي.
المرحلة الخامسة: التقدير
ولكن عندما صرت في الخامسة والثلاثين، بدأت أقدر والدي حقًا. لقد أدركت أن تربيته لي كانت صعبة، وأنني كنت محظوظًا لوجوده في حياتي.
المرحلة السادسة: الفهم
عندما صرت في الأربعينات، بدأت أفهم قدر والدي حقًا. لقد أدركت أن تربيته لي لم تكن سهلة، وأنني كنت محظوظًا لوجوده في حياتي.
المرحلة السابعة: العودة إلى الإعجاب
والآن، بعد أن صرت في الخمسينات، أعود إلى النظرة الأولى التي كنت أملكها لوالدي. لقد أدركت أن والدي كان أعظم رجل في العالم حقًا، وأنه قدم لي دروسًا وعبرًا لا تُقدر بثمن.
أولادي، ستظل كلماتي ترن على أذن كل شاب وشابة: ضعوا آباءكم في حدقات العيون، إنهم كنز لا يتكرر أبدًا في حياتكم، فهم مصابيح اليوم والغد والمستقبل المشرق من بعد رضائهم.
المهندس سامي أحمد فاضل
الوعي
اختلف الحكماء والفلاسفة في الإجابة على عدة أسئلة حيوية منها “إذا ركلني حمار، أقاضيه؟ أم أبادله الركل؟” سؤال بسيط جداً ومشروع في وقتنا الحالي، حيث نرى ونلتقي ونحاور أشخاصاً دون المستوى الفكري وعلى النقيض تماماً من الرؤية والاستنتاج، وهم عبارة عن بوق يردد ما يملي عليه ولم يكن له رأي، ويهتم بالضرب في دروب العلم عن جهل بين، وعلينا أن نسكت ونصمت تماماً، ولا نهتم لما يقوله أو يفعله لكن بأقوالهم العبثية يغيرون من فكر أمثالهم وروادهم.
وفطنة بعض الحكماء بقوله: ليست كل المعارك تستحق خوضها، ولا كل النقاشات تُكسب بالرد، فالصراخ لا يدل على قوة الحجة، بل على فراغها، والحكمة غالبًا ما تختار الصمت لا عجزًا، بل سموٌّ، حين يختزل الآخرون الحوار إلى إهانات وضوضاء، فأقوى رد هو أن تترفع، فالعقل الراجح لا يثبت نفسه بالصياح، بل يفرض حضوره بهدوئه واتزانه.
واعتبر هذا هو أفضل رد وأنبل تعامل مع مثل هؤلاء الذين يركلون الناس بلا وعي أو علم، فمهما خضنا معهم نقاشاً ما توصلنا إلى نتيجة وكأنهم ملفات مغلقة لا تستوعب القضايا المهمة، فإما أنهم يسيرون بوعي تجاه تنفيذ أجندة معينة أو أنهم اتخذوا كمطية للوصول إلى مآرب في نفوس راكبهم، وولي نعمتهم، المعضلة في هؤلاء أنهم يعيشون على أفكار الآخر ويرددون كلمات وأفكار أعوانهم، بلا تفكير أو نقاش أو حتى اعتراض من أجل الاعتراض، لكنهم مستسلمون تماما بلا وعي أو فلترة المعطيات، وغالباً ما نتركهم بلا مقاضاة أو الاستمرار في الركل أو المناقشة لأننا لم ولن نصل معهم إلا لطريق مسدودة ونتيجة حتمية.
راجح محمد الشحات
بين أعين الحقيقة وبين الزيف
كأنّ الزمن لم يعد سوى لعبةٍ تُدار بين أصابع صامتة ، تضغط زرًّا فتفتح بوابةً إلى الماضي ، وأخرى إلى مستقبل لم يأتِ بعد ، من خلال نظارة الواقع الافتراضي ، يقف الإنسان على حافة الحلم والوهم ، يظنّ نفسه مسافرًا عبر العصور ، يلامس وجوه الأجداد ، ويسترق النظر إلى الغد الذي لم يولد بعد ، لكنّ الحقيقة أخطر مما يظن ؛ فكلّ صورة يراها ليست إلا انعكاس مصمَّم ، وكلّ حدثٍ يشهده مرسومًا بعنايةٍ ليعيد تشكيل وعيه ، وينحت معتقده كما ينحت النحّات وجهًا من طين.
في هذا السفر المزيّف ، يصبح التاريخ روايةً قابلةً لإعادة الكتابة ، حيث يختفي الخطّ الفاصل بين ما كان وبين ما يُراد له أن يكون .
يرى المشاهد سقوط حضاراتٍ، أو نصراً ساحقاً لأممٍ لم تولد أصلاً ، فيبدأ الشكّ يتسلّل إلى يقينه.
هل ما آمن به يومًا كان حقًّا ، أم كان وهماً آخر صاغته عقول خفيّة !؟
الخطر لا يكمن في التنقّل بين الأزمنة ، بل في الأثر الذي تتركه الرحلة على قلب المسافر وعقله ، ففي لحظةٍ يمكن لصورة مُختلَقة أن تمحو ذاكرةً كاملة ، أو أن تبني قناعةً جديدةً على أنقاض الحقيقة ، وهكذا يتحوّل الإنسان من سيّد التكنولوجيا إلى أسيرها ، يعيش في عالمٍ تعيد تشكيله خوارزميات تعرف عنه أكثر مما يعرف عن نفسه.
إنّ السفر عبر الزمن لم يعد حلمًا بعيدًا ، لكنه حين صار متاحًا بنظارةٍ سوداء ، فتح أبواب الشكّ أكثر مما قدّم من يقين هنا ، يختبر البشر معنى الحقيقة ، ويسألون أنفسهم : هل نحن من يسافر في الزمن ، أم أنّ الزمن هو من يسافر بنا إلى حيث يريد الآخرون ؟
حيدر فليح الشمري : صحفي
الرياضة حياة
من أبرز إنجازات طفولتي، والتي لا زلت أفتخر بها حتى اليوم، أنني حصلت على المركز الأول في بطولة الجمهورية العربية السورية في رياضة الجودو، على مستوى القطر، عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي وعُمري تسع سنوات.
كان هذا الفوز بمثابة لحظة فارقة في حياتي، ليس فقط لأنه أول إنجاز رياضي كبير أحققه، بل لأنه كان أيضًا سبب في إجراء أول حوار صحفي معي في الجريدة الرسمية مع وضع صورتي واسمي وهو ما زاد من ثقتي بنفسي وشجّعني على مواصلة التميّز.
أدركت من خلال هذه التجربة أن للرياضة دورًا كبيرًا في بناء شخصية الإنسان، فهي تعلمه الانضباط، وتُعزّز ثقته بنفسه، وتُعمّق احترامه للآخرين، كما تُرسّخ لديه مفاهيم العمل الجماعي، وروح الفريق، وتُساعده على فهم المعنى الحقيقي للفوز والخسارة ، كما تعلمت من الرياضة أشياء لا يتم تعلمها بالكتب منها لالتزام، الثقة بالنفس، احترام الخصم، العمل الجماعي، ومعنى الفوز والخسارة، الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي مدرسة حياة.
رنا أحمد شريف : كاتبة
كاظمو الغيظ
يؤمن بعضنا بفكرة ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، ويفسرها على غير طبيعتها والمقصود منها، لكن يظل الوعي محتاجاً إلى علم وإدراك لمفاهيم العبارة أو حتى ما يرد في سياق الآية، فنجد من يطأطئ رأسه عند كل مهانة وسخرية وتنمر عليه قائلا: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، وكأنه يتطلع إلى العفو والصفح والتشبع بنفس يملؤها العطف والرأفة وغض الطرف عن تبادل الأذى وفعل أمر يعاقب عليه يوم الحساب، فتغاضيه عن المنازل ورد الصاع صاعين سيكون له شاهداً يوم الدين فيحظى بالجنة وانهارها.
الغريب أن نفسر ما نسمعه من عبارات خطأ، فالكلمات لابد أن تضع في سياقها ولا نحاول تبديلها ووضعها في قالب لا يناسبها، لذلك كان ضروري أن نسلط الضوء على شخصية كاظم الغيظ، فليس كل من انسحب من موقف تعرض فيه لمهانة أو تنمر، يعتبر كاظم غيظ، لأن هذا الشخص لابد وأن تتوفر فيه عدة متطلبات وشروط لكي يرتقي لهذه المنزلة، لأنها صفة من الصفات الحميدة التى يمتلكها شخص خارق وغير العادة فلا يتصف بها أي شخص عادي.
من الشروط التي يجب أن تتوافر في كاظم الغيظ، أن يتمتع بشخصية قوية، بالإضافة لنفوذه وقدرته على الرد وبأشد مما يتوقع الخصم منه، أن يكون قادراً على رد الأذى وأن يتسبب للشخص المعادي أذى أشد من الذي فعله، فلو لكم على وجهه مثلاً، يكون لديه القدرة والنفوذ على الفتك به بشجاعة واقتدار، أن يكون بين الناس معلوماً بشراسته وقدرته على الدفاع عن نفسه وتحقيق العدالة الذاتية، ففي هذه الحالة إذا صفح عنه وتنازل عن حقه ولم يرد الضربة، كان قد كظم غيظه وتأفف عن الرد وتنازل عن حقه تقرباً إلى الله.
وعلى الصعيد الآخر، لا يمكن لنا أن نصف شخصاً تنازل عن حقه وغض الطرف عن إهانته أمام الناس بمنطق كظم الغيظ، لأنه لا يستطيع أن يرد الصاع صاعين أو يعبر عن غضبه بنفس رد الفعل التي حدثت معه، ففي هذه الحالة سيصنف على أنه جبان وغير شجاع ولديه خنوع لا يقدر بسببه تحقيق العدل الذاتي لنفسه ضد من أساء له، بمعنى أنه فقد الشروط والسمات التي تتوافر في الشخص كاظم الغيظ، لابد أن نضع العبارات ومعانيها في نصابها ولا نفسرها على هوانا وبصورة مستفزة وخاطئة.
حمادة الجنايني
كلام عن التشكيل والتشكيليين
بعض الملاحظات عن مجال الفنون البصرية :
١ - التشكيل، والرسم عموماً مهنة وهواية ومتعة تحتاج عشقاً وشغفاً .. صح..
٢ - التشكيل مرحلة تنفيذ، والقلم الرصاص قد يكون للتمهيد والدراسة أو رسم مستقل(حفر أو جرافيك) ، والألوان مجال أكثر اتساعا لوجود التنوع.
٣ - الفنان الجيد يحاول التعبير بالرسم والتشكيل بخامة أو أكثر من خامة.
٤ - القدرة على الرسم لا تعتمد السرعة في الأداء.
٥ - تعدد المشاركات في ورش العمل تصنع خبرة، والفنان الجيد يصنع فكرة جيدة.
٦ - السلويت لون واحد ومع ذلك يمكنه صناعة التشكيل الجيد.
٧ - الذاكرة البصرية هي وسيلة جيدة للوصف وإظهار التباين بين شكلين أو لونين.
٨ - الموهبة وحدها لا تكفي.
٩ - رسم المنظور، والطبيعة الساكنة والتعبير الفني وسائل جيدة لكشف قدرات الفنان.
١٠ - نحاول ممارسة بعض الاتيكيت في حياتنا اليومية في الملابس ومائدة الطعام والحديث
١١ - هناك فرق بين الرسم، وبين فن التلوين وفن التصميم فما بالك لو تطرقنا للنحت والخط والديكور والطباعة.
١٢ - الفن التشكيلي مهنة ذات قيمة.. ولها سوق عمل كبير في التصميم والابتكار والعمارة والصناعة والموضة ومجالات عديدة.
١٣ - التشكيل ليس خربشات إنما علم وفن، والتلوين وعي وذوق وخبرة.
١٤ - الكاريزما.. والخبرة.. ووهج الحضور يمكن إيجادها بالتدريب و تنميتها.
١٥ - الفشل في اختبار القدرات ، لا يعني أنك رسام فاشل قد تكون غير مستعد بشكل كاف.
١٦ - حجم اللوحة يرتبط محوريا بالهدف (طابع بريد أو جدارية).
١٧ - الدراسة المنهجية والتدريب العملي ونقد الذات هي مفاتيح النجاح.
١٨ - المجهود الصادق للفنان التشكيلي في عمله هو الأهم لكسب المتابع.
١٩ - من المهم وجود الفنان الآخر، للإشادة بعمله الجديد والتفاصيل الفنية المدهشة.
٢٠ - الاعتماد على إخراج اللوحة في أبهى صورة، وسيلة جيدة لإثبات التفوق.
٢١ - من حقك تكون شيك ولبق، ومن الأجمل أن تفسح المجال لزميلك بالجوار والمشاركة بالحديث أو التصوير.
٢٢ - مدرب الرسم المحنك.. يترك للطالب المجال لرسم الأشياء الأقرب لخبرته وميوله.
راضي جودة : فنان تشكيلي
الطفل العنيد… كيف نتعامل معه بحكمة؟
إن العناد لدى الأطفال من السلوكيات الشائعة التي تقلق الوالدين، لكنه في كثير من الأحيان سلوك طبيعي ناتج عن رغبة الطفل في إثبات ذاته واستقلاليته، ويؤكد خبراء التربية أن التعامل الخاطئ مع العناد قد يحوله إلى مشكلة سلوكية مزمنة.
ويظهر العناد عادة حين يشعر الطفل بالحاجة إلى لفت الانتباه، أو كرد فعل على التربية الصارمة جدًا أو المتساهلة بلا حدود، كما قد يكون التعب والجوع أو الضغوط النفسية سببًا خفيًا وراء رفض الطفل تنفيذ ما يُطلب منه.
وينصح الأخصائيون باتباع أساليب تربوية إيجابية أهمها: الهدوء وعدم الصراخ لأن الغضب يزيد من تمسك الطفل برأيه و يؤدي إلى تعزيز العناد لدى الطفل، الإنصات لمشاعره ومنحه مساحة للتعبير عن رأيه دون استهزاء أو مقاطعة، بالإضافة لتقديم الخيارات بدل الأوامر، مثل سؤاله “هل تود ترتيب ألعابك أولًا أم كتبك؟” مما يشعره بأنه صاحب قرار.
مدح سلوكه الجيد فور حدوثه بكلمات تشجيعية تعزز التعاون والثقة، وتحديد قواعد واضحة وثابتة فغياب النظام يجعل الطفل يختبر الحدود بالعناد، وتجاهل العناد البسيط أحيانًا إذا لم يترتب عليه ضرر لتقليل تكراره.
وينصح المختصون بعدم تجاهل العناد إذا صاحبه سلوك عدواني أو استمر بشكل مفرط وأثر على علاقات الطفل وتحصيله الدراسي إذ يتطلب ذلك استشارة أخصائي نفسي أو تربوي لتقييم حالته ووضع خطة علاجية مناسبة.
و يظل العناد سلوكًا يحتاج إلى صبر وحكمة فهو لا يعبر عن سوء تربية بقدر ما يعكس حاجة الطفل للشعور بالحب والاحترام والأمان النفسي.
د. إيمان فؤاد : مستشارة الصحة النفسية و التربوية
ثقافة النحل
نسعد دائماً بمن يعملون من خلال ثقافة النحل والبعيدين عن ثقافة النمل، فثقافة النحل هي السعي والعطاء والتوحد لبناء مجتمع فاضل متعاون في كل الاتجاهات الصالحة المبنية على الثبات والطموح دائما للتقدم والرقي البعيدين عن ثقافة النمل التي هي مبنية على الحفر والهدم والاختفاء كما الخفافيش التي لا تظهر إلا في الحلكة الظلماء -نحن في مرحلة مهمة جداً وماسة وما أحوجنا للبناء حتى تستقيم الأمور ونخطو خطوات مهمة للأمام تبني ولا تهدم، نود أن يتحول المجتمع إلى خلية نحل ،فجماعات النحل تسعى إلى الحقول وتعود محملة بما تحويه الزهور من رحيق وتصل هذه الجماعات إلى المنحل فتتسلمه الشغالة وتحوله إلى عسل نحل المسمى بالعسل الأبيض وجماعات للحماية وأخرى هي الشغالة والذكور تقوم بعملية التلقيح ،هكذا يجب أن نكون لنكون مجتمع فاعلاً.
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر
الأداء من أجل الأثر
يسعى البعض لتحقيق المال ومن أجل الثراء الفاحش، وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثيرون من الناس، لأن الحصول على المال ليس هدفاً أو غاية، وإنما وجود المال يحقق به الغاية وهو مجرد وسيلة لتلبية الرغبات وتحقيق الأهداف، لكن هو في حد ذاته ليس الهدف المنشود
الأصل في الحكاية يتلخص في وجود هدف أساسي في أي قطاع من قطاعات الأشغال، ثم تأتي بعد ذلك الأموال والثراء، فمن يتعب لتحقيق المال فقط يميل إلى تجميع الثروة فلا يفكر في المصدر بقدر الحصول على الغنى من طرق غير شرعية وبأساليب غير قانونية لأن الهدف في الأصل المال، فيلجأ صاحب هذا المبدأ إلى تبني فكرة الترويج وبيع وتجارة السلع غير القانونية، بينما المال الوفير وسعة الرزق يأتي من التخطيط لعمل مشروع وهدف نبيل وتجارة مفيدة وبناء واع، فمن هنا يكون الأثر والإرث مشرف وباق مدى الحياة، لأن صاحب الفكر والإبداع يفكر في مشروعية عمله أولا ثم يأتي بعد ذلك موضوع الثراء.
غالباً ما يصل لهذه المرتبة كل من سعى بعمل وكفاح من أجل تحقيق الذات وإثبات الوجود وترك الأثر الطيب، والنماذج في هذا كثيرة جدا فرجال أعمال شرفاء بنوا أنفسهم من الصفر وصاروا قلاعاً اقتصادية شاركوا في تنمية أوطانهم وساهموا في تخفيض معدل البطالة ونقلوا أوطانهم إلى مصاف الدول المتقدمة بعملهم الدؤوب ونشاطهم الكبير، وأصحاب العلوم والخبرات العلمية من حققوا أعلى درجات العلم، وتبنوا الدراسات المنهجية للوصول إلى العالمية والحصول على أعلى الجوائز الدولية كنوبل واسكار وكان وغيرها من الجوائز المرموقة التى تدرس على صاحبها المال والثراء من خلال تأليف الكتب والمحاضرات العلمية والمناقشات المفيدة والتى تترك أثراً كبيراً في نفوس المجتمعات. حتى أن النماذج التي تسعى لتحقيق حلمها في الألعاب الرياضية كثيرة جدا، ولعلنا نلقي النظرة على أحد لاعبي كرة القدم وبداية مشواره إذا من البداية فكر في المال وجعله هدفه فقط كان سلك طريقاً سهلة للترويج للبضائع المخالفة للقانون، إنما حاول أن ينجح من خلال هدفه، فقدم في ناد صغير على خريطة الأندية الكبيرة، ثم اجتهد واشتغل على نفسه وطورها ونمى قدراته ومهاراته حتى انتقل بين ليلة وضحاها إلى الملاعب الأوروبية ليصبح علامة وأيقونة لمدينة كاملة وانطلاقه نحو العالمية وتحقيقه مراكز متقدمة في مجاله، ثم أصبح المال في كل مرحلة يزداد لدرجة أن الدقيقة من وقته لها ثمن باهظ مقياسا بالأموال، ولأن هؤلاء الناس الذين يسعون لتحقيق الأحلام والأهداف لا يفكرون في المال كفاية وإنما كوسيلة، انتقل من شخص كان ينام على كرتونة بالنادي لشخص تفرش لع الفنادق والقصور، وهؤلاء المبدعون دائما ما يكون في أموالهم للسائل والمحروم. هؤلاء المشاهير حول العالم لهم أنشطة خيرية كثيرة، ومدراء أعمالهم يرشدونهم بعمل الخير في أكثر من منفذ، فمنهم من يسافر إلى بلاد فقيرة لدعم أهلها في مجال الصحة والثقافة والاجتماعية، ومنهم من يبني مدارس وحفر آبار وبناء مساكن، المهم أن الأصل هو العمل من أجل العمل وليس من أجل المال، فالمال سيأتي ما دام في جهد. ومشروع وكفاح ونجاح.
محمد أسامة : كاتب