مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com



المرأة والقيادة " محمد أسامة "
حظيت المرأة في عدد من البلدان العربية بمكانة مرموقة خاصة العقد الأخير، فظهرت إحصائيات لمشاركة المرأة العربية في المناصب القيادية والوزارية، وتفاوتت نسبة المشاركة بين الدول حسب التصنيف الأخير، وقد تصدرت دولة الإمارات المتحدة مجموعة الدول العربية بمشاركة المرأة بنسبة خمسين بالمائة، وهذه أعلى نسبة مشاركة بالنسبة لعدد الدول التي ضمها الاستبيان وهم عشر دول عربية بين آسيا وأفريقيا.
جاءت مشاركة المرأة في الحقائب الوزارية بالإمارات بنسبة سبع وعشرين في المائة والمناصب القيادية خمسين في المائة أما المشاركة السياسية فنسبتها تسعة وأربعون في المائة، وجاءت تونس في المرتبة الثانية، حيث شغلت المرأة مناصب الوزرات بنسبة تسع وعشرين في المائة والمناصب القيادية سبع وعشرين والمشاركة السياسية ستة وعشرين، واحتلت مصر المرتبة الثالثة بنسبة أربع وعشرين في المناصب الوزارية وأربع وثلاثين في المشاركات القيادية وست وعشرين في المشاركة السياسية، وجاءت سوريا في المرتبة الأخيرة بمشاركة نسب قليلة في المناصب الوزارية والقيادية والمشاركة السياسية بتفاوت ضئيل جدا من عشرة في المائة، و أحد عشرة وتسع في المائة في المشاركة السياسية والمناصب القيادية.
وهذا التقدم الملحوظ في دعم المرأة بالآونة الأخيرة يعتبر تعزيزاً لدورها المجتمعي وتحول الحالة السلبية عن المرأة بأخرى إيجابية، وهذا التقدم والتحول جاء من تأسيس المناهج العلمية واندماج المرأة في الحياة العامة وإثبات قدراتها العملية وقدرتها على المساهمة في التنمية والتطور.



العزف بريشة بيكاسو " نهلة خرستوفيدس/كاتبة "
عرف بيكاسو رساماً وشاعراً وكاتبًا مسرحيًا ونحاتًا، فقد ولد (بابلو روس) المعروف باسم (بيكاسو) في مدينة مالقة بإسبانيا في 25 أكتوبر سنة 1881 ثم انتقل إلى العاصمة الفرنسية حيث استقر منذ 1904 وكان الطفل الأول للأسرة، أمه تدعى «ماريا بيكاسو لوبير»، وهو الاسم الذي اشتهر به «بابلو»، والده هو الفنان خوسيه رويث الذي كان يعمل أستاذاً للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم، وكذلك كان أميناً للمتحف المحلي، وقد تخصص في رسم الطيور والطبيعة.
قام والده بتعليمه الرسم والتصوير منذ طفولته، وعندما بلغ من العمر 13 عامًا كان الفتى قد تجاوز مستوى مهارة والده حتى فقد بيكاسو فيما بعد أي رغبة في إتمام دراسته واختار بدلًا من ذلك قضاء أيامه في المدرسة وهو يرسم على دفتره، و كان شديد التأثر بوالده وأعجب أيضا و تأثر بأعمال الفنان (إل غريكو) اليوناني الأصل من حيث الملامح الغامضة والألوان اللافتة للنظر والأطراف الممدودة وعزف بعبقريته و لوحاته التي أخذت أكثر من شكل وزاوية فقد كان يرسم بمختلف الأشكال طوال الوقت وكانت المرأة هي العنصر المسيطر علي أعماله حيث قسمت أعماله إلى فترات مختلفة فكانت هناك الفترة الزرقاء فكانت لوحاته يتغلب عليها اللون الأزرق وأيضا المرحلة الوردية وهناك الفترة الأفريقية وأخرى سميت بالمرحلة التكعيبية التحليلية والتكعيبية التركيبية و من أشهر لوحاته .
لوحة (غرنيكا) وهي لوحة جدارية استوحاها من قصف غرنيكا حيث أنهى اللوحة في أواسط يونيو عام 1937، أيضا (لوحة المرأة الباكية) هي لوحة زيتية مرسومة على قماش كتاني في فرنسا سنة 1937 حيث كانت هذه اللوحة الأكثر زخرفةً وديناميكية، أما عن (لوحة عازف القيثار المسن) هي لوحة زيتية تعد أشهر اللوحات في التاريخ منذ عرضها للجمهور للمرة الأولى وهي معروضة حاليًا في معهد شيكاغو للفنون لأنها كانت تُسلّط الضوء على المعاناة النفسية والمادية، وربُما العقلية، في حياة المبدعين، ولوحة (دورا مار والهر) هي عبارة عن لوحة تمثل شكل رباعي الأبعاد وتعتبر ثاني أغلى لوحة في العالم، وأتم لوحة (فتاة أمام مرآة) وهي لوحة معروفة على نطاق واسع بتفسيراتها المتنوعة للحبيب والمحبوبة، ولوحة (المأساة) إحدى لوحات الفترة الزرقاء التى أعقبت انتحار صديق بيكاسو، الشاعر الفرنسي (كارلوس كاسيجماس) فسيطرت على لوحاته في تلك الفترة مواضيع مأساوية حزينة، واستخدم في رسمها اللون الأزرق.
بيعت له لوحة زيتية مقابل 103.4 مليون دولار في مزاد لدار كريستيز في نيويورك محطمة تقديرات ما قبل البيع التي توقعت 55 مليوناً، ومن ثم قام برسم سلسلة من خمس عشرة لوحة بين عامي 1954 و 1955 تحمل صيغ ( أ) حتى (و) استوحيت من لوحة (نساء الجزائر في بيوتهن) للفنان الفرنسي أوجين ديلاكروا و هو أحد رواد المدرسة الفرنسية ، حيث حطم ثمنها كافة الأرقام القياسية عندما بيعت بـ 179.4 مليون دولار في مزاد كريستيز في 11 مايو 2015.
قيل عن بيكاسو أنه ذات ليلة تم سرقة أثاث منزله فبات منزعجاً جداً فسألوه هل تم سرقة شيئ مهم، فأجاب بكبرياء وألم، يؤلمني أنهم لم يسرقوا شيئا مِن لوحاتي الثمينة وذلك لجهلهم بقيمة لوحاته الشهيرة ومن أقواله الشهيرة عن الفن : إن الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية ، وفق مقولة أخرى: إن الفنانين السيئون ينسخون وأما الجيدون يسرقون وحين سئل لماذا بعض لوحاتك غير مفهومة ؟ أجاب: العالم بلا معنى، لماذا تريدني أن أرسم لوحات ذات معنى وأما عن الحب قال: الإعجاب هو أنك تقف خمس ساعات أمام لوحة جميلة في المتحف، أما الحب فهو أن تقف خمس دقائق فقط وتذهب ثم تعود لسرقتها في الليل.
 أصبح من خلال الكم الهائل من أعماله والأسطورة التي تحيا على تكريم الإسباني المثير للجدل، صاحب النظرة القاتمة الذي كان يؤمن بأن العمل سيبقيه حياً.
كان مشهورا بقدرته على إعادة خلق نفسه عدة مرات، والتحول من نمطٍ لآخر بشكلٍ جذري و من طريقة إلى طريقة أخرى حيث يبدو أن حياته كانت نتاج خمسة أو ستة فنانين عظماء بدلًا من واحد فقط.
لما يقارب الثمانين عامًا من عمره البالغ 91 عامًا، كرس بيكاسو نفسه لإنتاج أعمال فنية مختلفة ساهمت بشكل كبير في تطور الفن الحديث في القرن العشرين، وتوفي في 8 أبريل 1973 عن عمر ناهز 91 عامًا، في موجينز بجنوب فرنسا.



الرجل السيجما " منال الحبال /إعلامية "
شخصية الرجل السيجما نادرة بين الرجال، فهو معشوق النساء، غامض وعاشق للحرية والفن والجمال، يحب العزلة ويقدسها ويعشق الانفراد بنفسه ويجد في ذلك وقتاَ مثمراَ للتعمق في ذاته وفي ما حوله، هو ليس مكتئب لكنه يفضل الابتعاد عن الآخرين ليفكر ويحلل شخصياتهم فهو لا يرضى التواصل بسهولة مع أي كان ولأنه غامض يأخذ وقت طويل ليسمح لك بدخول حياته ولا يعطي ثقته بسهولة بل يحتاج وقت ليتفاعل مع من حوله، فلديه حوار خاص بينه وبين نفسه حول كل شيء وكل شخص ويحلل كثيراَ ويختبر الآخرين بعدة مواقف ليخرج بنتيجة من قناعته الذاتية عنهم، ومن الصعب أن يغير رأيه فهو عنيد بطبعه .
لا يتحدث عن حياته الخاصة لأحد ولا يكترث بآراء الآخرين حريص جداً على مظهره وصورته التي يحب أن يظهرها للناس ويتظاهر بالمرح لكنه لا يسمح لأحد التدخل بخصوصيته لأنها عنصر مهم يساعده في الاحتفاظ بقدرته على الاستقلال وهو لا يتدخل بشؤون الآخرين وموضع ثقة جداً، لن يبوح بأي سر أؤتمن عليه مهما حدث حتى عند انتهاء العلاقة فهو إنسان كاتم للأسرار وفي قلبه بحر غامض من الأسرار، تجده يظهر في وقت الشدة ويساعد بكل ما يستطيع ويقدّر ولا ينسى من وقف معه في المحن، لا يبحث عن الشهرة أو المناصب القيادية رغم أنه يحصل عليها ويستطيع إدارة عجلة القيادة بمهارة، وتليق به الشهرة والمناصب القيادية ناجح في عمله يكره العنصرية والظلم ويبتعد عن السلبيين ويتقرب من الإيجابيين وخاصة ذوي الشخصيات المرحة المثقفة الناجحة.
 ملول جداً ويكره الروتين ويفضل الطرق المختصرة القصيرة ويكره العادات والأعراف والتقاليد التي تقيده، يحب الثقافة لكنه غير ملتزم بالأوقات أو المحاضرات، يحب الحوارات العميقة التي تغذي عقله وتضيف الجديد لحياته، ليس تنافسياً ولا يحب مقارنة نفسه مع غيره فهو متواضع ولا يحب التفاخر والاستعراض، ذوقه رفيع جداً وهو متقلب المزاج انفعالي وعصبي جداً ويندم على قراراته السريعة وعند حزنه أو غضبه يفضل الابتعاد والاختفاء ليتعامل مع مشاعره وحده و دون التواصل مع أحد، الحياة عنده باللون الأبيض أو الأسود ولا توجد مساحة للون الرمادي فإما يحبك جداً أو يكرهك للأبد إذا قمت بخيانته أو الكذب عليه أو استغلاله وقد يسامح مع الوقت لكنه لن ينسى، عندما ينفجر غضباً يكون قاسي الكلمات، يتوافق مع المرأة من نفس طبيعته ويختبر الحب بإخلاص مع المرأة التي تشبهه ويجدها تكمله ويرفض أسلوب المناورات بل يجب أن تكون صادقة جداً فهو يحتاج لمن تتفهم شخصيته ورغبته في الابتعاد والعزلة من فترة لأخرى وتحترم صمته وتحتوي انفعاله وغضبه ورغبته في السيطرة في العلاقة، بل تعشقه النساء بسبب هذا الغموض الذي يحيط نفسه به ظناً منها أنها ستصبح محور اهتمامه لكنها ستتفاجأ ببرودة مواقفه وردوده .
وعلى الرغم من قوته التي يتظاهر به وقساوته التي يخدع بها الآخرين، إلا أنه في العمق لايزال ذلك الطفل المدلل طيب القلب صافي النوايا محب للاهتمام وحنون لدرجة لا يمكن وصفها، إذا ملكت مفاتيح شخصيته وعاملته بصدق وإخلاص ستكسب صديق رائع مخلص أمين مدى الحياة.



الإخراج التلفزيوني "  معاذ الطيب /مخرج "
حاول التلفزيون في بداية انطلاقته أن يقتدي بكل من المسرح والسينما في مقاربته فن الدراما، إلا أن ( المونتاج ) لم يكن متاحاً من الناحية التقنية، لذا كانت الأعمال الدرامية تصور دفعة واحدة، فإذا حدث خطأ ما، يعاد العمل من بدايته.
 أما التشبه بالسينما فنجم عن كون أداة الإيصال في التصوير بعدة أجهزة تصوير عوضاً عن آلة واحدة، وفي مرحلة نضج الدراما التلفزيونية، صار الإخراج التلفزيوني يستخدم المونتاج كثيراً ليقترب من السينما في ذلك، ولكن ظل عمل الإخراج التلفزيوني محصوراً ضمن جدار المحترف وسط تزيين المشاهد (الديكورات) المصطنعة، وتحت إضاءة باهرة لابد منها للحصول على صورة جيدة باستخدام أجهزة التصوير الحساسة.  وبقدر ما ظن المسرحيون من جهة، والسينمائيون من جهة أخرى أن الإخراج التلفزيوني سهل اكتشفوا أنهم في حاجة إلى ممارسة ومران قبل أن يسيطروا على إدارة المشاهد كاملة، والقيام بمونتاج فوري عبر التقطيع الفني، أي إخراج كل جزء من العمل بعدة آلات تصوير. لذلك، فإن الإخراج التلفزيوني يعتمد بالضرورة على تحضير مسبق دقيق جداً، في حين قد يتاح نوع ما من حرية الإبداع والارتجال النسبي في المسرح والسينما. لكن الأمر عاد فاختلف مقترباً من اللغة السينمائية أكثر مع اختراع آلة التصوير الصغيرة المحمولة وعربات النقل الخارجي التي أمكنت المخرج من الخروج من إسار المحترف، وتصوير مشاهده في المواقع الطبيعية. وقد أتاح ذلك حرية أكثر وارتجالاً وتصويراً للمشاهد لقطة فلقطة في بعض الأحيان من زوايا لم تكن متاحة من قبل.  لكن لقطات الإخراج التلفزيوني عموماً تختلف بعض الشيء عن لقطات السينما، نظراً لاعتماد التلفزيون على حوارات طويلة أشبه بالمسرح، وكون مواضيع مسلسلاته غالباً ما تدور حول قضايا اجتماعية حميمة، مما يستدعي إيضاح الشخصيات للمشاهد بلقطات أقرب. هذا فضلاً عن التنوع بين التصوير الخارجي والداخلي، ومحاولة المطابقة بينهما من حيث «الديكور» والإضاءة.  والإخراج التلفزيوني حرفة أقرب إلى العلم، إذ إنها تكون فنية ومعبرة عندما تبتعد عن النزعة الاستعراضية فتحقق غاية المشاهدة الجذابة واللافتة للانتباه، وتقدم رواية القصة صراع الشخصيات إلى المشاهد أكثر إيضاحاً وإثارة للاهتمام. وتعرض الإخراج التلفزيوني والسينمائي إلى تدخل التقنيات الحاسوبية (الإلكترونية) التي جعلته أكثر فاعلية وأقل كلفة.



لعلهم يرشدون " ميرا علي /كاتبة "
سنوات من التقنية التي حدثت والعالم منقسم على نفسه ما بين مستفيد فعلي، وما بين لاهٍ ، غير مدرك لماهية المنفعة الفعلية لتقنيات التواصل، والمتزايدة في تطبيقاتها يوما بعد يوم، فجأة انزاح الستر إلا على من رحم ربك، أما البقية المتبقية وكأنهم كانوا على موعد مع نوع آخر من النميمة والشتيمة، والحسد عن قرب، وتفعيل العين حتى اشتكت منها القرنية، من فوائد تطبيقات التواصل أنها استطاعت أن تخترق الأزمنة بسرعة قد تفوق سرعة الضوء، سرعة الضوء لأن الضوء يبدأ من شاشة القنوات إلى موائد الأيقونات العصرية من فضائح صارت أحب إلى قلب المفضوح لزيادة المشاهدات وهذا أهم أحياناً من المتابعات! لأن بعض المشاهدات قد ترتفع لتصبح ترند، وفي سبيل الترند يتنازل البعض عن كثير من الكثير الذي كان كثيرا في يوم من الأيام الخالية قبل إنحراف فضيلة في متاهات الرذيلة المذلة في طلب الفضيحة الرقمية، وأن تكون سيرتها على كل لسان.
السؤال هل هو تنفيس، أم تفنيص، أو (حلفنتفيس) و(حلفنتفيس) هذا هو تطبيق جديد سيكون المهيمن على سوق التطبيقات المملة التي تكشف فقط ولا تعرى لأن جيوش اليوتيوب المحترم إلا قليلا، والفيس بوك المنافس لبوك وأبوي وأبو كل من فكر ينافس، وتويتر الحزين الذي منذ ظهوره وهو يغرد خارج دائرة الفرح والسرور، كأنه قناة الجريئة الانفلاتية، ومروراً بكل هذه التطبيقات وصولا إلى التيك توك، وهذا وحده قصة ما تحملها ملف من شدة ما فيه تلف، رحم الله ( التلف إزيون) حينما كان هو المزيون، فيكفيه أنه محترم ومن عائلة محترمة، فهو يا سادة ينتمي إلى أسرة صاحبة الجلالة، ومن أسرة برلمانية عريقة اسمها الإذاعة، وليس كتطبيقات هذا العصر اللاذعة، الله المستعان فعلا، ولعلهم بعد مقالي هذا الذي أقول وأستغفر الله فيه لي ولكم، لعلهم يرشدون.



اختراعات عربية " مازن تميم /كاتب "
في الوقت الذي كان الغرب غارقاً في خضم الجهل والظلمة خاصة في القرون الوسطي، كان العلماء العرب والمسلمون ذوو العقول النيرة يقدحون عقولهم باختراعات جليلة، والتي أنارت ظلمة الغرب وأيقظته من سباته الطويل، كانت هذه الاختراعات الأساس الذي أعملوا بها عقولهم وحاولوا التطوير والإضافة اليها، وهنا موجز عن عشرة من هذه الاختراعات التي لا تعد ولا تحصى والتي كان للعلماء العرب السبق فيها وهي التي أنارت عقول الغرب. الجراحة..  حوالي عام 1000 م نشر الطبيب الشهير أبو القاسم الزهراوي موسوعة مصورة لعلم الجراحة من 1500 صفحة، وقد استخدمت الموسوعة في أوروبا كمرجع طبي للسنوات الخمسمائة التي تلت صدورها، ويُعتقد أن الزهراوي أجرى أول عملية ولادة قيصرية وصمم أول زوج ملاقط.
آلة طائرة.. كان عباس ابن فرناس أول شخص صمم آلة طيران وحاول الطيران بها في القرن التاسع، وخلال محاولته الأشهر قرب قرطبة في إسبانيا طار فرناس صعوداً لبضع لحظات قبل أن يسقط على الأرض ويكسر ظهره، ويعتقد الخبراء أن تصاميم ابن فرناس شكلت لاحقاً بعد مئات السنين مصدر إلهام للفنان والمخترع الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي.
الجامعة.. في عام 859 أسست أميرة شابة تدعى فاطمة الفهري أول جامعة في تاريخ العالم تمنح درجة علمية في مدينة فاس بالمغرب، وأسست أختها مريم مسجداً مجاوراً للجامعة ومعاً شكلا مجمّعاً اسمه جامع وجامعة القرويين، ولا يزال هذا المركز العلمي يعمل إلى يومنا هذا بعد مرور حوالي 1200 عاما على إنشائه.
علم الجبر.. في القرن التاسع وضع عالم الرياضيات الخوارزمي أسس علم الجبر وذلك في دراسته الشهيرة بعنوان كتاب الجبر والمقابلة.
علم البصريات..  حوالي عام 1000 برهن الحسن بن الهيثم أن الإنسان يرى الأشياء عند انعكاس الضوء عنها ودخوله العين داحضاً بذلك نظريات أقليدس وبطليموس بأن الضوء يخرج من العين نفسها، كما اكتشف ابن الهيثم  أيضا ظاهرة الكاميرا المظلمة والتي تفسر كيف أن العين ترى الصور بشكل مستقيم بسبب العلاقة بين العصب البصري والدماغ.
الموسيقى.. بحسب بعض الخبراء فإن تأثير الموسيقيين المسلمين العميق على أوروبا يعود  تاريخه إلى شارلمان الذي حاول منافسة موسيقى بغداد وقرطبة، ومن بين العديد من الآلات الموسيقية التي وصلت إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط هي آلة الرهاب وهي الجد لآلة الكمان، ويُعتقد أن السلم الموسيقي الحديث أيضاً مُستمد من الأبجدية العربية.
فرشاة الانسان.. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من استعمل فرشاة أسنان حوالي عام 600م وذلك عبر استخدامه غصن من شجرة مسواك، وحاليا تستخدم مواد مشابهة للمسواك في معجون الأسنان الحديث. المفصل.. أول محرك في العالم، عبر تحويله الحركة الدائرية إلى حركة طولية يتيح المفصل رفع الأشياء الثقيلة بسهولة نسبية، هذه التكنولوجيا التي اكتشفها الجزري في القرن الثاني عشر انتشرت في جميع أنحاء العالم ما أدى الى اختراعات شتى بدءاً بالدراجة وصولاً الى  إلى محرّك الاحتراق الداخلي. المستشفى..  أن المستشفى كما يعرف اليوم، أي تلك التي تضم أقساماً ومراكز تعليم تعود جذورها إلى مصر في القرن التاسع، وكان أول مركز طبي بهذه المواصفات هو مستشفى أحمد بن طولون التي تأسست في عام 872 في القاهرة بمصر.
القهوة.. هي الآن الشراب اليومي للعالم الغربي حُضّرت لأول مرة في اليمن حوالي القرن التاسع، ووصلت القهوة إلى تركيا بحلول القرن الثالث عشر، لكن أوروبا انتظرت إلى القرن السادس عشر لتبدأ بتحميص حبوب البن التي أدخلها إلى إيطاليا تاجر من البندقية.



قفص الحرية " سحر الألفي "
مشاعر متضاربة تتملكني وأفكار يضج بها عقلي لماذا نفعل ما لا نريد، ثم انتبهت إلى صوت عصفوري مغردا بعذوبة ، والتفت إليه وسألت نفسي هذا طائر ذو جناحين ولم يعرف معنى التحليق أبدا ففتحت له القفص ، بدا الخوف والقلق يظهر عليه وهو ينظر خارج قضبان قفصة الذهبي وفجأة أخذ القرار وبدأ بالتحليق في سماء الغرفة يمينا ويسارا وبدأ التغريد فرحا بالحرية وكأنه يجرب أجنحته للمرة الأولى بحياته، فكرت أن أفتح له النافذة فمنعني خوفي عليه ، ربما تخونه أجنحته فيسقط متأثرا ، وعاد تفكيري مرة أخرى لمدى ارتباطي به والشبه بيننا ،كم أشعر أنني حرة طليقة في سجون الغربة إذ أتمتع بكامل الحرية على أرض الحريات وكيف انتابني هذا الشعور فهي حالة  أشبه بالعدوى ، إن أغلب المغتربين لا يرغبون بالعودة.
تلك هي رغبتهم سابقا مغادرة الأوطان لتعديل الوضع الاقتصادي وتحسين ظروفه المعيشية و المشكلة تكمن في نسيان الهدف وهو تعديل الظروف وإكرام النفس في رحلة شقاء وعناء بالغربة ربما تنتهي بالبعض في صناديق نقل الموتى ، فالإنسان سجين أفكاره .
فجأة انتابني الحنين لأولادي المسافرين للدراسة بعيدا عني فشعرت بالغربة النفسية، فلم تصبح بلدي هي وتر حنيني وانجذابي الوحيد بل أصبحت البلاد التي يسكنها أولادي أيضا وهنا تبدد شعور غربة المكان ، إن غربة المشاعر أقوى لعدم وجود من تحب حولك أو لاحتياجك لدعم ولا تجده أو احتياجك للسند ونادرا ما تجده بالغربة.
فجأة عم الهدوء حولي التفت باحثة عن عصفوري فوجدته مل من الحرية ودخل إلى القفص بمحض إرادته ، فذهبت إليه وأغلقت الباب ،  وكلي ثقة أن الحرية اختيار وأن الوحدة والغربة مجرد شعور نسجن أنفسنا بداخله .



مفاتيح سحرية " سحر حمزة/كاتبة "
كثيرة هي المفاتيح التي نملكها في حياتنا ،قد تكون كلمة طيبة هي الطريقة السحرية التي تدفعنا لتقبل الآخر كما هو ،وهناك مفاتيح قد نشتريها بالمال لتفتح لنا أبواب الرزق والآفاق للعمل الناجح الذي يدر دخلا علينا كي نعيش بسلام وأمان مجتمعي ،وأن تعددت المفاتيح التي لدينا غالبا لنجد لها بابا ليفتح لنا لنمضي بحياتنا ،مثل هذه المفاتيح الشهادات والخبرات ،ومقدرته التحمل لأصعب تحديات العمل التي قد نواجهها ،لكن هذه المفاتيح التي نحملها لا تجد الباب المناسب التي يفتحها ،لأننا لا نملك من يساعدنا على فتحها لنا ،فليس لدينا وساطة من قبل شخصية لها الثقل من جهات إدارية أو تجارية أو رقمية ككلمة سر تفتح أقفال الخزائن التي بها الكنوز التي نحتاجها.
حاولت كما يحاول الكثيرون من العاطلين عن العمل أن يجدوا مفتاحا سحريا للولوج إلى خزنة من الخزائن السحرية للحصول على وظيفة دائمة ،وموقع يجد فيه الإنسان ما يسد رمقه، وحاولت أن اسلك السبل الصعبة والسهلة التي قد تؤدي لتحقيق الأحلام والطموح الذي نتطلع  إليه، هذا لم يكن له مفاتيح فكانت الأبواب مؤصدة بوجهنا لذرائع عدة يتخذها أرباب المهن ،ومنهم من يخبرك بأن الأوضاع والظروف وأشياء كثيرة تضع الجميع في زوايا صعبة الولوج أليها لتحل مشاكلهم ومشاكلنا.