آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




الصحف الرقمية " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
أدرك القائمون على الصحافة الورقية ذات الطابع التقليدي إلى غزو الصحف الرقمية، واستعدوا لها بنفس أسلحتها الحديثة، فجميع الصحف المطبوعة اتجهت إلى عمل منصات إلكترونية لها تنشر الأخبار لحظة بلحظة وتصور التقارير الفورية لبثها على قنواتها الرقمية، مما جعل الصحف الورقية تأخذ مكانة متقدمة وذلك لمصداقيتها في طرح الأخبار وثقة الشارع فيها.
ففي البداية تأثرت الصحف الورقية بظهور الرقمية، حيث سحبت منها الإعلانات العامل الأساسي لاستمرارية الورقية كما سحبت القراء أيضا لسرعة نشر الحدث من الموقع والتحليل بالصور واللقطات المصورة بالفيديو، كل هذه العوامل جعلت من الصحف الورقية بوابة لجذب القراء، لكن بسرعة حققت الورقية هذه المعادلة بالمنصات والقنوات الرقمية مما جعلها مستمرة بشكل منتظم، صحيح أن العدد المطبوع قل لحد كبير وعدد الصفحات أيضا قل، لكن تبقى المهنية والمصداقية هى اساس الخبر، فضلا عن الاحترافية في التناول والقوانين الرادعة وميثاق شرف المهنة الذي يحتم على المحرر أن يتحرى المصدر وما بنقله من معلومات.



ضجيج الأسماء " ميرا علي /كاتبة "
في أول يوم دراسي لابني محمد، حيث كانت المدرسة تعج بأولياء الأمور الذين بتقديري كانوا أكثر من التلاميذ! وكأنهم على موعد مع هذا اليوم التاريخي في حياة أطفالهم وهم يسجلون  أولى خطوات الرحلة الخالدة في مشوار الحياة.
المدرسة، نعم إنها البدايات لتعلم الحياة وفن كيفية القراءة ليس للمنهج أو المقرر الدراسي وإنما بكل ما هو متصل بالقراءة والفهم والتأمل والإدراك، نعم إنها بدايات الصداقات الجميلة، والذكريات التي ستجعل من كل هؤلاء الأطفال وهم يزورون هذا المكان الذي سيكون مقدساً لهم بعد عمر من السنين، حين تفجر الذكريات بذكراها تذكر هذا اليوم، وأنا واقفة بجوار ولدي الذي بدا عليه الخوف على الرغم من جرأته التي كانت على محياه وهو يشاهد أقرانه من التلاميذ راغبا في اللعب معهم.
ضج المكان بصوت ميكروفونات المدرسة بمناداة أسماء التلاميذ واحداً تلو الآخر، وتباينت نظرات الأطفال والأهل وحتى المدرسين وكأن المنادي بالأسماء على يقين من الاستجابة، وما لفت انتباهي هو هذا التمازج الغريب جداً بالأسماء وكأني أسمعها لأول مرة، فهذا المزج الديني والعاطفي والتقليدي في اختيار بعض الأسر لأسماء أبنائها، فالمعروف منها مقبول والمنكر منها مستنكر وغير معقول، ولست متطرفة ضد أي اسم كما أني غير منحازة لاسم بعينه، فالأسماء لدي هي ليست بأكثر مما وصفتها فيروز صوت لبنان الجبل والساحل والسهل حينما غنت عن الأسماء، الأسامي كلام، شو خص الكلام، عنينا هيا أسامينا، وتبقى للأغنية رمزياتها، بينما أنا فأعرف الأسامي بأنها ليست سوى أكواد، جمع كود، وبالعربي، رموز وجمع رمز يعرف فيه فلان ويمتاز به فلان عن غيره وهكذا، ناهيك عن أن لصاحب الاسم نصيب من اسمه، وهناك فعلا أسماء مثيرة تأسر الألباب إذا ما تمتع أصحابها ولو بالنزر اليسير من نصيب الاسم، وهذا ما يجعل الواحد أن ينتقي ويفكر مليا جلياً بأن يختار أسماء أبناءه ما بين سعيد وسعاد، وبهيج وهناء، ومحمد وحمده، وأُفضل رشيدة على ناهدة أو ناهد، وزكية على وردة ، وأفضل ما يفضلنه أو يفضلونه من أسماء تروق لهم، ولكني وبما أننا في زمن عولمةٍ حيرانةٍ لا تعرف أصلاً على أي شاطئ سترسو ، فإني قلت رأيي وعبرت عن وجهة نظري، فلطالما أغوانا الذي أغوى أبونا آدم، خاصة بعد أن ضجت شوارعنا بملابسات بعض الأسماء التي لم ينزل بها من سلطان، ولكن ما أنزل علينا به من سلطان، هل تنفع أن تكون لائقة ومناسبة لهذا التطور، هل في خلال الثلاث سنين القادمة سنشهد مواليد طبعت لوحات مناداتها كأسماء وخديجة وآمنة وفاطمة وعفراء.



الإخراج المسرحي " معاذ الطيب /مخرج "
الإخراج هو تحويل كلمات وجمل النص المسرحي إلى عناصر مجسدة مسموعة ومرئية ومتحركة بواسطة أدواته (الممثل والزي والمنظر والملحقات والإضاءة والمؤثرات الصوتية والبصرية)، ووفقاً لرؤية ينشدها، أي لقول يريد إيصاله إلى المتفرجين، وإذا يصل ذلك القول فلا إخراج أو إخراج فاشل وعليه لابد ان تكون جميع العناصر المذكورة سلفاً مساندة لثيمة المسرحية، أي لقول المخرج أو لرؤيته التي  قد تختلف بشكل أو بآخر، عن رؤية مؤلف النص أو قد تتطابق.
ويلعب عامل (الإقناع) دوراً مهماً في عملية التحويل والتجسيد ولكن ينجح المخرج ويكون هناك إخراج فعلي فلابد أن يقتنع المتفرج بكل قول يقوله الممثل وبكل حركة يتحركها وكل تعبير يؤديه بصوته أم بوجهه أم بجسمه ،بمعنى أن يكون هناك منطق أو مبرر وراء ذلك القول، وتلك الحركة وأن يكون هناك مبرر لوجود تلك القطعة من الديكور أو من الأثاث أو من الإكسسوار بلا عشوائية ولو ان بعض الاتجاهات الفنية هذه الأيام تنحو نحو العشوائية ولكن العشوائية قد لا تقنع عدداً كبيراً من المتفرجين، وللعلم فإن هناك منطقين أو مبررين في العملية الإخراجية هما: المبرر الحياتي ومنطق الحياة وطبيعتها، والمبرر الفني ومنطق الفن المسرحي وتقنياته، فإذا افتقر الصوت أو الحركة أو التعبير احد المنطقين عندئذ لا يكون هناك إخراج بل مجرد عبث أو نزوة أو خيال ناقص.
لكي يستطيع أي مخرج تحقيق إخراج ناجح لهذه المسرحية أو تلك فلابد أن يكون متسلحاً بالمعرفة العامة من جهة وبالمعرفة الفنية الخاصة من جهة أخرى، لابد ان يكون على علم بحرفيات المسرح وفن التمثيل وفن التصميم، بلابد أن يكون قادراً على تحليل نص المسرحية بشكل تفصيلي ودقيق ولابد ان يكون ملماً بأسرار فن التمثيل وتقنيات الصوت والإلقاء وتقنيات الحركة وأنواعها وأشكالها ودلالاتها، لابد ان يكون مطلعاً على مختلف الأساليب والتيارات المسرحية، قديمها وحديثها، لابد أن تكون لديه معرفة بالتاريخ والجغرافيا والعلوم المختلفة ولو على قدر يسير، لابد ان تكون لديه خبرة حياتية ولا يكفي أن يكون لديه خيال واسع فقط.
وإذا ما تحقق نجاح لعرض مسرحي أخرجه مخرج مبتدئ أو مخرج ناقص الأهلية فلا يعني ذلك ان هذا المخرج أو ذاك سوف يكرر نجاحاته أو ان يكون موضع ثقة من الجهة المنتجة للعمل المسرحي، إذ قد يكون مردّ ذلك النجاح المصادفة عوامل عديدة منها: نوع الجمهور المتلقي ومدى تعاطفه مع المخرج، وموضوعة المسرحية التي قد تمس فئة كبيرة من الجمهور، أو لمسة فنية حدثت مصادفة في مسار العمل كان لها أثر في اجتذاب المتفرجين، أو الدعاية الواسعة التي سبقت عرض المسرحية والترويج له من أصحابه، ومقابل ذلك فقد تفشل أعمال مسرحية أخرجها مخرجون متمرسون في اجتذاب الجمهور لا لشيء إلا لأن المخرج لم يضع نفسه بموضع المتفرج كي يتلمس مدى تأثير عرضه في النفوس والعقول، وكي يقع على الأخطاء التي وقع فيها أثناء التمارين، وكي يدرك ان رؤيته أو قوله لم يتحقق هنا أو هناك في مسار العرض عن غفلة أو عن عدم تحقق ما يطلق عليه "المسافة الجمالية" أي النظر إلى العمل عن بعد، أي من خارجه وليس من داخله، فقد يعجب المخرج بعمله وهو في داخله ولا يدري إن كان المتفرج هو الآخر قد يعجب به وهو في خارجه.



أصدقاء عين الذبابة  "  سحر الالفي/ كاتبة "
السعادة هي المطلب والغاية الوحيدة التي اتفق عليها البشر جميعا  رغم اختلاف مذاهبهم وأعراقهم،  مما دفع المفكرين والباحثين في علم الاجتماع في البحث عن سر السعادة هناك من أرجعها إلى المال ومنهم من أعادها إلى الصحة ولكن جميعهم أجمعوا على أنها تكمن في العلاقات الاجتماعية والإنسانية الإيجابية السليمة والصحية، على عكس العلاقات المسمومة فهي تجعل الطرف المستقبل لها في حالة مرض نفسي  دائم ، بل تسمم كل أنحاء حياته أحيانا وربما تحوله بمرور الوقت لشخص آخر سيء يلفظه المجتمع فالصاحب ساحب.
والسؤال هنا هل الحظر والحجب والابتعاد عن الأصدقاء والعلاقات  المسمومة حل في تفادي وجودهم بحياتنا، الإجابة بالطبع نعم في أغلب الحالات ولكن الابتعاد نسبياً ويرجع ذلك لطبيعة العلاقة فتوجد علاقات مسمومة بين الآباء والأبناء والإخوان وهنا وجب علينا الصبر والاحتساب عند الله منعا لقطع الرحم وأيضا توجد علاقات زوجية مسمومة فهذا النوع يعتمد على مدى سمية العلاقة، وهنا يجب استخدام فن اتقان المسافات في العلاقات أو التحديد ما إذا كانت ستستمر أم يلجؤوا للانفصال وفقا لمعطيات كل حالة وحفاظا على هيكل الأسرة والأبناء.
وسألقي الضوء اليوم على الصداقة المسمومة وقضية التخاصم والقطيعة  بين الأصدقاء المسألة جدا نسبية وللدين رأي آخر فقد جاء في  الحديث النبوي  الشريف ( َلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بالسلام )، الأصدقاء هم البيئة والمحيط الخارجي للأشخاص (فالخل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )  فانتقاء الصديق قبل الطريق، فكم من صديق أودى بصديقة إلى التهلكة وكم من صديق كان سند وعضد ونقطة تحول إيجابية في حياة الآخر، والعلاقة المسمومة بين الأصدقاء  يجب إنهائها بالبدايات أفضل من الاحتمال على أمل التغيير مستقبلا فأنت لست مضطراً لمثل هذه العلاقة إذ يوجد بالعالم مليارات البشر فهو بالنهاية ليس أخاً ولا أختاً لتحتمل انتفاث سمومه بحياتك فالصديق الصالح حياة جيدة أما الصديق السيء الذي لا يتقي الله عدو لك بالدنيا والآخرة وكما جاء بالقرآن الكريم( الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ).
من الأفضل أن نبتعد عن العلاقات المسمومة ولكن الابتعاد هذا بعد التأكد من حالة هذه العلاقة وما إذا كانت مسمومة .. وهناك العديد من الأدلة والشواهد على سمية علاقة الأصدقاء فإذا كان الشخص كثير الاستهزاء أو النقد أو المزح أو يحاول تخريب علاقاتك بالآخرين وتدميرها فهذا شخص سام بحياتك والابتعاد عنه أفضل، والشخص المنافق الذي لا تأمن جانبه ولا تثق فيه إذا ما تحدث أمامك عن غيرك فتأكد انه يتحدث عنك أيضا أن لم يكن الأن فلاحقا ، أما بالنسبة للأصدقاء أصحاب (عين الذبابة ) فالابتعاد عنهم راحة للنفس والجسد والمقصود بهذا النوع هنا انهم كالذبابة لا يرون إلا السيء والسلبي بالصديق فيتعمدون إظهار جوانب سلبية والصاقها به طول الوقت  يجب الابتعاد عن هذا النوع فورا ، هم عكس أصحاب (عين النحلة)  الذين يرون الرحيق والزهور والايجابية فيعززون الجانب الإيجابي بأصدقائهم فينمو بالتدريج معهم حتى تصل ايجابية العلاقة الى قمتها فتلك علاقة صحية.
هناك بعض الأصدقاء يسحبون بعضهم إلى حافة الهاوية وكأنه فرض واجب مشاركتهم بكل أمور الحياة الإيجابي منها والسلبي  وأحيانا الإجرامي  فهذه علاقة مسمومة، الصداقة لا تعني اختزال المسافات على الإطلاق فتصل للنقطة صفر ، ولا بد أن يحصل كل إنسان على مساحة يمارس فيها حريته الشخصية بعيدا عن أي أحد، والعلاقة التي تدفعك دوما للإثبات والتبرير هي علاقة مسمومة البعد عنها راحة و هو الذي يتهمك دوما بالتقصير والعتاب واللوم ويعيش دور الضحية بالاستماع دوما لأطراف أخرى لأنه بالنهاية ليس على يقين وثقة بالعلاقة معك ، وأيضا محاولات تخريب علاقاتك بالآخرين او تدمير علاقاتك بالآخرين ، فهذا النوع الابتعاد عنه أفضل من قربة .. والشخص المنافق الذي لا تأمن جانبه ولا تثق فيه إذ يرتبط حديثة بالكذب دوما .
إن أسوأ أنواع العلاقات تلك التي تجمعك مع مرتكب المعاصي والمجاهر بها تلك علاقة قصيرة العمر محفوفة بالمخاطر يتحول فيها هذا الشخص إلى حية رقطاء تنفث سمومها في حياتك وتدمر كل علاقاتك الآخرى ، هذا الشخص سيتحول لعدو لك يوما ما لأن مرتكب المعاصي مخالف أوامر الله لا أمان له ولا تصبر على مثل تلك العلاقات أبدا فهي كجمرة النار التي تحملها بيديك ولا تقدر على احتمالها وستحرقك أينما سقطت .
 ولذلك وجب علينا اتقان فن التعامل بالحياة واستخدام تكنيك ذكي لحفظ وتنظيم المسافات بيننا وبين الآخرين ، واستشعار الأشخاص السامة والابتعاد عنها قبل أن تدمر وتنفث سمومها في حياتنا.


 
الشيخ محمود خلـيل الحصري " مازن تميم /كاتب "
 أطلق على الشيخ محمود خليل الحصري لقب شيخ القراء ولكن الصحيح أنه شيخ المقارئ والمقارئ إدارة رسمية وكان الشيخ الحصري هو شيخها بلا منازع أما شيخ القراء في عصر الحصري كان الشيخ مصطفى إسماعيل ومن بعد ذلك الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي احتل المكانة بلا منافس فهو صاحب الحنجرة الذهبية وأحد أعلام القراءة في العصر الحديث، والشيخ محمود ألحصري كان صاحب مدرسة متميزة في الأداء وكان عالماً في القراءة وأستاذا في التجويد وحجة في القراءة الصحيحة وهو جدير بالاهتمام لأن له علماً له أصول وقواعد.
ولد في 17 سبتمبر من عام 1917بقرية بشرا النملة إحدى قرى محافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم في المسجد الأحمدي في طنطا وأتم حفظه وهو في الثامنة من عمره ثم تفرغ بعد ذلك لدراسة العلوم الشرعية وأصول الدين بالأزهر وحصل على شهادة القراءات العشر الكبرى، وفي عام 1944 أعتمد بالإذاعة مقرئاً واحتل المرتبة الأولى بين المتقدمين وانطلق صوته عبر الأثير، كما عمل قارئاً للمسجد الأحمدي بطنطا لمدة عشر سنوات حتى رحل إلى الأزهر بالقاهرة عام 1955 وعمل قارئاً بمسجد الحسين.
عين مفتشاً للمقارئ المصرية عام 1957م ثم ترقى وكيلا لها بعد عام واحد، ثم عين مراجعاً وخبيراً ومصححاً للمصاحف بالأزهر الشريف بلجنة القرآن والحديث بمجمع البحوث الإسلامية عام1959م، وبعد عام في 1960م أصدر الرئس جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً باختياره شيخاً لعموم المقارئ المصرية ليكون بذلك أول من اشتغل هذا المنصب من القراء، وفي نفس الوقت اختارته وزارة الأوقاف مستشاراً فنياً لشئون القران الكريم.
الجدير بالذكر أنه عندما كان صغيراً في قريته وبعد أن تم حفظ القران الكريم وتعلم تجويده كان أهل القرية يدعوه لمشاركتهم أفراحهم وحفلاتهم وعلا صيته في القرية كلها، وعندما بلغ الثانية عشر كان يذهب لإحياء الليالي والمآتم أينما دعي إليها سواء في قرية أو القرى المجاورة، وفي عام1928 دعاه شيخ الخضر لإحياء حفل في إدارة مقابل ثلاثين قرشاً في نهاية الشهر وكان صغيرا وذهب وقرأ إلا أن الشيخ الخضر لم يعطيه سوى عشرين قرشاً.
 وفي عام1965 قضى عشرة أيام في مسجد بباريس وهنالك أسلم على يده عشرة فرنسيين وأشهر أيضا ثمانية عشر أمريكياً إسلامهم من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين، وفي سان فرانسيسكو اقتربت منه إحدى السيدات الأمريكيات وقالت له أن قراءته مست وجدانها وأحست أن القران الكريم على حق واشهرت إسلامها على يديه، عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر بعض الدول الإسلامية كالهند وباكستان وغيرها اختارته وزارة الأوقاف ليكون مرافقاً للرئيس عبد الناصر، وعندما زار الرئيس أنور السادات أمريكا عام 1977 رافقه أيضاً ويعتبر أول قارئ رتل القران الكريم في البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي.
 وفي عام1967 منحه جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تكريماً له بتسجيله المصحف المرتل، كذلك نال تقدير الكثير من الملوك والرؤساء في العالم الإسلامي. وفي عام 1968 تقلد الشيخ المصير منصب رئيس اتحاد قراء العالم الإسلامي، وقدم ألحصري للمكتبة الإسلامية أكثر من عشرة مؤلفات أشهرها كتاب مع القران، ومجموعة القراءات العشر، ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف، والأرض كنز الابتداء.
 وكان قد أوصاه الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية السابق بتأليف الكتب لما رأى فيه من قدرة على الصياغة، كما ترك للمسلمين في شتى بقاع الأرض انجاز رائع لا يفنى فقد سجل بصوته أول مصحفاً مرتلا برواية "حفص عن عاصم" عام 1960، ثم المصحف المرتل براوية "ورش عن نافع" عام 1962، ثم المصحف المرتل برواية "قالون عن نافع" عام 1962، ثم المصحف المرتل برواية "الدوري عن أبي عمرو العاص" عام 1963، كما سجل اسطوانة تعليم الصلاة فضلاً عن تسجيله للمصحف المجود كاملاً والصحف المشترك مع مشاهير القراء الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود ألبنا عام 1970، بالإضافة إلى العديد من التلاوات الإذاعية والخارجية.
  وأوصى الشيخ ألحصري قبل وفاته تصرف أمواله لخدمة القران الكريم، وقام ببناء معهداً أزهريا ومسجد بقريته وبنى مسجد بالقاهرة وكان يشرف بنفسه على هذه المباني لحين انتهائها، وفي مساء بوم الرابع والعشرين من شهر نوفمبر 1980 وبعد أن أدى صلاة العشاء أصيب بنوبة قلبية توفي على أثرها، وكانت آخر كلمة له "إن الإيمان إذا دخل قلباً خرج منه كل ما يريح العقل".


 
القلم الحزين " محمد أسامة "
لسنا ضد التكنولوجيا ولا التحول الرقمي، لكن التحول يجب أن يكون بحذر وبخطوات ثابتة ومحسوبة حتى لا تختل تروس الحياة وتتفكك، فهذا ما حدث عندما انبهرنا بالتكنولوجيا الرقمية وادخلناها بيوتنا والقيناها في أحضان النشء بدون تحذير أو إعدادهم لها، فكما لها من مميزات لها أيضا سلبيات ومن أهم هذه السلبيات طمس الهوية العربية وتباعد المجتمع وتنافر الأجيال.
الكثير من أبنائنا كان يكتب اللغة العربية بالأحرف الأجنبية ويخطئ في الكتابة والحروف المتشابهة في النطق، وتحت مسمى التعليم عن بعد لم يصبح القلم هو أداة الكتابة المعروفة، بل مفاتيح اللوحة إن كان للحاسوب أو الهاتف، لكن القلم صار من التراث حتى التوقيع في الحساب البنكي صار بالأنامل على اللوحة بدون استخدام قلم، عالم التكنولوجيا واسع ومهم ومفيد لكن لابد أن يكون تحت رقابة مشددة ووعي حتى لا يأتي اليوم ونفقد مهارات أبنائنا ونندم بعد فوات الأوان.



التغيير المناخي "  خالد سالم "
من سنوات طويلة مضت وعلماء البيئة وعلم الأرض يناشدون سكان الأرض باتخاذ الحذر في التعامل مع القادم من تغيرات في المناخ، وفي الحقيقية أن الإنسان بشكل عام لا يهتم بالغيبيات ولا يعتني بها، فالمعلومة عنده لابد أن تكون ملموسة ومرتبطة بالعين، أما المعلومات الغيبية كالتي نبه عنها العلماء بأن درجات الحرارة سوف تزداد مما يؤثر على القشرة الأرضية، لا يهتم ولا يسمع وقد يصنف المعلومة على أنها من ضرب الخيال، حتى وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع غضب الطبيعة وفورانها.
والشهر الماضي شهد عدة حرائق وفيضانات في أماكن متفرقة من الأرض، كان سببها التغير المناخي، ذوبان جبال من الجليد وارتفاع درجات الحرارة مما ساعد في اشتعال الحرائق ذاتيا، وهذا الأمر مستمر ولم يتوقف مع التقلب الحالي والذي بدأ بالفعل يظهر كما أخبر عنه العلماء.
وكنا نشاهد هذه الحرائق والعواصف كما لو كان فيلم سينما يرصد نهاية العالم بأسلوب التصوير الخيال العلمي، رأينا تشرد البشر وانهيار الاقتصاد وعدم تمكن الدول من صد هذا الغضب المفاجئ، كنا نشاهد هذه المناظر في دول عظمى ومتقدمة وعجزت بكل ما لديها من مقومات التكنولوجيا والعلم أن توقف هذا الزحف الجنوني الذي لم يفرق بين ماركات السيارات والطائرات والسفن فكل هذه المركبات صاروا على مدرج واحد بقدرة قادر. ألم يحن الوقت لتخفيف الاحتباس الحراري واحترام المتغيرات المناخية، والاعتماد على نظريات العلماء وتقديس العلم الذي قيل في محكم الكتاب انه سلطان، ألم يحن الوقت للتحول للطاقة النظيفة والاستغناء عن الطاقة الحالية لتكون صديقة للبيئة، أعتقد أن المشاهد المرعبة والخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات كفيلة بأن تجعل البشر أكثر احتراما لغضب الطبيعة.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/