آراء الكتـــــاب

آراء الكتـــــاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع لبهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




ربوت الهنا " ميرا على /كاتبة "
منذ فجر التاريخ والإنسان يتوق إلى التطور المستمر نحو الرفاهية المطلقة في كل العلوم ، ودافعه الدائم إلى ذلك هو الحاجة ، ثم تتحول إلى كماليات لتصل في النهاية إلى رفاهية لا يمكن الاستغناء عنها ، الحاجة كانت هي أم الاختراع، والإبداع هو أساس اختراع الكماليات التي لم تكن ضمن الحاجات الملحة كما هي الحاجة بعد اختراعها، وأقرب مثال على ذلك هو الغسيل اليدوي مثلا للملابس والذي كان من مهام ربات البيوت في السابق ، فحاجة الإنسان إلى ذلك كانت مقتصرة على النساء إلا أن الفكر الإبداعي أبدع الغسالة الكهربائية وغيرها من المبتكرات الإبداعية التي أصبحت اليوم من الكماليات الرئيسية، ولو تفحصناها قليلا لرأينا أنها روبوتات ولكن روبوتات بدائية لتأدية مهام بعينها، على عكس وظائف روبوتات اليوم والتي تطورت بمراحل لدرجة أن هناك روبوتات أخذت دور صانعها مستغنية بذلك عن البشر من خلال برمجيات معقدة وصار لها خطوط إنتاج مما زاد من الطلب عليها فأصبحت هي العمالة الموظفة وبينما العمالة التقليدية من البشر أصبحوا هم البطالة المشردة من البشر.
 في طفولتي قرأت الكثير عن واقع اليوم الذي كان حينها مستقبلا يهدد حياة البشرية بعد سيطرة الروبوتات من خلال الروايات وقصص الخيال العلمي ولا أدري إن كانت تلك القصص مدعومة بنظريات علمية أو أنها مجرد خيالات كاتب ، تحولت في النية الجمعية لدى القراء إى ضرورة حتمية لا بد من حدوثها عبر طاقة الجذب ، كنت مغرمة بمشاهدة الإنتاجات التي تستهدف مواضيع الروبوتات كسلسلة حرب النجوم وغيرها من إنتاجات هوليوود وأنا على ثقة بعد كل هذه المشاهدات أنها ليست مجرد ترفيه انترتيمنت كما يزعمون ، ولكنها ممنهجة إما بمنهاج علمي يراد منه استشراف المستقبل وهذا ما يشبه تطور هذه الروبوتات وذلك من خلال حروب الإنتاج والابتكار الصناعي ،أو لتهيئة الشعوب فكريا لغرس قيمة الفكرة لديهم لخوض معارك إبداعية من أجل خلق المزيد من الروبوتات أو لمكافحة فكرة الخلق والتصنيع وذلك وفق الأجندة الممنهجة والمراد طرحها في عقلية المتلقي وهناك نوعان من المتلقي، نوع لا يرى غير الترفيه ، ونوع آخر متفاعل ومؤمن وهذا ما تترصده نوايا أصحاب الأجندات ، يبقى الروبوت أسيراً ما بين سندان الابتكار والتطور العلمي ومطرقة التقليد لكونه شراً مطلقاً لا بد من وقف زحفه المستمر على حقوق البشر كل هذا الحديث يدور حاليا عن الروبوت ، لقد أصبح الروبوت هو ترند الساعة ، فيا ليتني كنت (روبوتاً) لهنئت أكثر مما أنا عليه الآن.



نظريات وحقائق " محمد أسامة "
يكتشف العلماء كل يوم نظريات وحقائق ربما تغير فكر الإنسانية وتتسبب في هداية الكثير، نعم الهداية المنشودة على أن ما جاء بالقرآن ما هو إلا دلائل على قدرته وتصنيف عظمته في محكم آياته، تأتي الكلمات البينات برهانا على صدق الرسالة وتمعنا في تكوين الخلق وعملا بالتفاسير المتواترة من العظماء الذين حملوا على عاتقهم تبليغ ما وصلهم من فكر وعلم مستشهدين بما تمليه عليهم ضمائرهم اليقظة تجاه رفعة المعرفة والعلم.
كنا في السابق نظن أن أوهن البيوت وأضعفها هي بيوت العنكبوت، ولكن بالعلم الحديث اكتشف العلماء أن خيوط العنكبوت تستطيع أن تسحب طائرة إذا ما تم جدلها، ولعل هوليوود فطنت لهذه القوة الخارقة فاستخدمتها في أفلام الحركة والخيال العلمي، واستخدمت الخيوط في التنقل الخارق لإنقاذ البشرية، وبالبحث تمكن العلماء من أثبات أسباب الضعف والوهن، تبدأ من أنثى العنكبوت التى تأتي في موسم التلقيح باستدراج الذكر لبناء بيتها وما أن تفرغ منه حتى تنقض عليه لتلتهمه، وتعيش في بيتها لحين خروج البيوض فتتغذى عليها حتى يخرج منها العناكب بأعداد كبيرة منها القوي ومنها الضعيف فالقوي يتغذى على الضعيف حتى يكبر، وهنا يكمن الضعف الاجتماعي والوهن الأخلاقي ، فلو أننا وضعنا المفردات على بيت من بيوت البشر سنجدها غابة بكل المقاييس، فلا يوجد في هذا البيت ذرة حب أو حنان، وكأن القوة تكمن في الأخلاق والثقة والاحتواء، فهل بيوتنا حاليا قوية ومتينة وتربطها أواصر المحبة والتعاون.
هذا التفسير لا يقلل مطلقا من التفاسير التي مالت إلى ضعفه كبنيان، لأن علم الاجتماع والعلوم المتعاقبة هي من تطوع التفسير للزمن الذي نعيش فيه، وعن ضعف البيوت في معشر الأنس صارت واضحة للعلن، فكلما زاد التطور والتكنولوجيا زاد البعد وتقطعت العلاقات.
لم تقف التفاسير عند بيت العنكبوت وإنما ذهبت لحجم البعوضة وما فوقها، فجاء التفسير يبرهن على فوقها بالحجم، أي فوق البعوضة الذباب ومن فوقهما النحل وهكذا، أما العلم الحديث كان له رأي آخر حين اكتشف أن فوق رأس البعوضة حشرة أخرى، وهذا يعني قدرة الله وعظمته في بسط الخلق ووحدانيته، وعلموا أيضا أن البعوضة تضم معامل لتحليل الدم ومخدراً في الأبرة التى تغرسها في الجسم فلا يشعر الشخص إلا وهي خارجة من بين الجلد بعد أن يزول التخدير، ولا نكران للمفسرين الذين اجتهدوا وأخذوا الآية على أنها الحجم، فلم يكن لديهم وقتها ما لدينا حاليا من مكبرات للصور والأشياء الدقيقة، وهذا يدل على أن القرآن نزل للعالمين كافة يستفيد منه الجميع ما دامت الحياة مستمرة، وسيأتي من بعدنا علماء للزمن القادم يكتشفون ما لم نكتشفه حاليا ليتماشى مع متطلباتهم وتأكيداً على أن الآيات محكمات ولم تنزل في جيل دون الآخر، ويكفي أننا لسنا بقوم ولكننا أمة تسعى للمعرفة وتحمل في طياتها علوماً كثيرة جدا تصلح أن تغير وجه العالم.   



التغيير المناخي " سحر الألفي /كاتبة "
منذ بداية هذا القرن شهد العالم الآلاف من الكوارث الطبيعية و المئات من الصراعات الكبرى وأحداثاً مأساوية أودت بحياة الملايين وأثرت على أكثر من ملياري شخص حول العالم ، و لم يقتصر تأثير هذه الكوارث على تشريد السكان على مستوى العالم وتدمير البنية التحتية وزيادة الفقر والأمراض بل ساهمت بشكل فعال في زيادة حدة الفقر وتمزق نسيج التنمية المستدامة للدول المنكوبة
والمتسبب الأول في كل هذه الكوارث هو الإنسان بممارساته الخاطئة ولهثه وراء امتلاك الرفاهية مما عاد بالضرر على الكوكب كله و تدهورت البيئة وقامت ثورة المناخ علينا وتلبدت السماء بغيوم المصانع والملوثات فاتسع ثقب الأوزون ليأتي إلينا بما نجهله من خارج القشرة الأرضية وزاد الاحتباس الحراري وارتفعت درجة حرارة الأرض عن معدلاتها الطبيعية ، ونزفت البحار حزنا على حالها واحمرت مياهها وها هي تمتد تنذر بالفوران والارتفاع ليزداد منسوبها مترين فوق الأرض في الأعوام القليلة المقبلة،  مما ينذر بكارثة قد تؤدي إلى اختفاء مدن بأكملها ، واشتعلت الحرائق هنا وهناك وتشردت الحيوانات البرية الناجية من النار التي انسلخ جلدها وفقدنا الملايين منها .. ذابت مياه القطب الجنوبي بسبب الاقتراب من أعلى معدلات لارتفاع حرارة القشرة الأرضية.
إن تغيير المناخ خطر قادم أعظم وأكبر من خطر فيروس كورونا الذي اختلف على أسبابة العالم ما بين مؤيد ومعارض لاحتمالية وجود نظرية المؤامرة على البشر، ولكن قضيتنا اليوم المتهم الأول فيها هو البشر بسلوكياتهم المعادية للبيئة وتعد كارثة أسوأ من الجائحة الفيروسية ، علينا أن نعترف أننا نحن من نساهم في تشكيلها على مر ثلاثة قرون مضت منذ بدء الثورة الصناعية وبالرغم من كم الاستغاثات التي تطلقها الدول المتقدمة المتسبب الأول في تلك الكارثة  للمشاركة دوليا وعلى مستوى الحكومات للحد من تداعيات تغير المناخ إلا أن الغالبية ما زالت غائبة والممارسات الخاطئة ما زالت عنوان العالم الثالث والمتقدم أيضا، فلولا مصانعهم وتلوثها ما وصلنا لهذا المنحنى الخطر ، لم تنذرهم حرائق الغابات ولا الفيضانات والبراكين و ارتفاع درجات الحرارة للإقلاع عن سلوكيات خاطئة، يبدو أن البشر اعتادوا التعدي على الطبيعة ولن يتراجعوا إلا بعد كارثة لن يقدروا على مواجهاتها.
ولا ننكر الجهود المبذولة مؤخرا وسرعة انطلاق مارثون السعي للتصدي إليها فقد انعقدت المؤتمرات وسعت الأمم المتحدة لوضع برنامجا للتصدي لتغيير المناخ، ويعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في جميع أنحاء العالم للاستجابة للكوارث الطبيعية والحوادث الصناعية والأزمات التي يسببها الإنسان، وفي العقدين الماضيين ، قدم الدعم لعشرات البلدان والأقاليم المتضررة من الأزمات ، بما في ذلك أفغانستان وهايتي والعراق وسيراليون.
وأيضا يسعى البرنامج لتقديم حلولًا بيئية مبتكرة وفعالة تساعد البلدان على الاستجابة للأزمات والاستعداد لحالات الطوارئ المستقبلية كما يعمل على تقليل الآثار الضارة للتدهور البيئي على رفاهية الإنسان ومن المزمع عقد مؤتمر عالمي في المملكة المتحدة في نوفمبر المقبل ستشارك فيه أغلب دول العالم ومنهم الإمارات التي تبنت القضية وتقف بالصفوف الأولى مع الدول الكبرى لإنقاذ العالم من التصحر والتغيير المناخي .
لقد ثار الكوكب علينا وكاد أن يلفظنا خارجه .. كما يلفظ الرحم الجنين المشوه .. أما كفانا تشوهاً فكرياً وممارسات خاطئة في حق الأرض التي تحملنا ، أم أننا بانتظار كارثة ربما إن حدثت فجأة لن يسعفنا الوقت لإيجاد لقاح للتصدي.



علاقات إنسانية " خالد سالم "
العلاقات الإنسانية تختلف باختلاف درجات التقارب، فهناك علاقات جاذبة وعلاقات طاردة، أما الجاذبة تلك المواقف الحسنة والإيجابية التى نراها كمبادرة من رواد المساجد نحو الأطفال الذين يترددون على المساجد، فتجد من يحرص على احتوائهم وإعطائهم حلوى بسيطة كداعم ومحفز للارتباط بالمكان، وهذه النماذج الجاذبة تعكس رؤية الشخص وثقافته وتكوينه النفسي، فنشر الطاقة الإيجابية بين هذه الفئة التي تتحسس دينها في حاجة ماسة لمن يرشدها ويقومها ليس بالتعنيف والتربية المباشرة و إنما بالتطبيق العملي والتوجيه التربوي بعيدا عن التنظير والاستعلاء.
وهناك من يحتوي التلاميذ في مراحلها التعليمية الأولى، فيكتشف المبدعين منهم ويحتوي الجميع بلا تفرقة، فمن المعلمين من يدرك أن هناك تفاوتاً في القدرات الذهنية والاستيعاب الفكري، لذا تجد صاحب الرؤية منهم، يتعامل مع هذه الفئة بأسلوب التشجيع والتحفيز بل والتصفيق من قبل الفصل الدراسي عندما يجيب عن سؤال حتى ولو كان بسيطاً وساذجاً، فهذه الطرق التربوية تسهم في خلق جو من العلاقات الإنسانية الطبيعية، حتى أن بعض التلاميذ يحبون دراسة مادة علمية من أجل من يدرسها لهم ومدى علاقتهم به.
التحفيز والتشجيع في هذه المرحلة أهم من تكرار النصائح وتقديم العقاب على التعليم والتسامح، لأنها أقصر الطرق لبناء الشخصية السوية التي ستكون داعمة للتنمية والتطوير، فلو الأمر مغاير للإيجابية واتخذ من منظور سلبي سوف تصنع شخصية مهزوزة مترددة لا تقدر على بناء جسر من العلاقات السوية، فلو تعامل رواد المسجد مع النشء بسلبية وبأسلوب طارد بمجرد أن يطلب منه الرجوع للصفوف الأخيرة أو عدم الاهتمام به والحرص على احتوائه سوف ينفر من المكان ولن يعتاد على زيارته، نفس الشيء في المدرسة إذا تم التوجيه والتوبيخ المستمر التلاميذ سنجد التسريب من الدراسة يزداد.
مهم في هذا العصر أن نبني جسراً متيناً مع الجيل الجديد الذي يتعامل مع الأشياء المادية أكثر من الروحانيات، والتعليم والاحتواء اليوم يختلف عن الأمس، فاليوم نتعامل مع التكنولوجيا والتطور السريع في مجال المعرفة بناءً على توفر شبكة الاتصال بين الجميع، فعلى المجتمع أن يدرك هذا التطور ويتعامل معه بحرفية وحرص شديدين.



خاطرة " نسمة عودة "
هناك أشخاص مثل الجاذبية الأرضية لا نستطيع الطيران عاليا ونحلق بأحلامنا فوق السماء السابعة و نحن معهم، لكن دائماً نسقط للأسفل بوجودهم لأنهم كالقوة التي تسحبنا معها إلى الأسفل، نحن نريد أشخاصاً بجانبنا خاصة في تلك اللحظة المرهقة من الحياة، أشخاص بجانبنا عندما نفقد الثقة في عقلنا وقدراته، نريد أشخاصاً أصحاب قوة خارقة لتخلصنا من تلك الجاذبية السلبية، نريد أشخاصاً كبالونة مملوءى بالهيليوم نرتفع معهم عالياً، أشخاص نقوم من خلالهم بإثبات أن الخيالات التي تراودنا أثناء ذهابنا إلى الفراش ليلاً ماهي إلا حقيقة، حقيقة تنتظرنا أن نثبتها.



من المجرة إلى الذرة " منصور جبر "
الكون خليط من تناغم الألوان ، فهو منسجم مترابط متماسك ، تتأمل في المجرات والنجوم التي التقطها (هابل) فتجد لوحات فنية جميلة أخاذة ساحرة تخطف لُبَّك بألوانها وبهائها { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } . تنزل إلى كوكب الأرض فيفتنك جناح فراشة ، أو ذيل طاووس ، أو لحظة غروب ، تذهب إلى الصحراء القاحلة الجرداء ورمالها ، فتقف حائراً أمام اللون البرتقالي والأصفر وهو يرسم لك أخاديد الأرض وتقلبات الزمن في ذرات صغيرة متراصة تحتضن كل واحدة أختها ، تغدو أمام جبل أشم شامخ فتذهلك ألوان أحجاره وتعرجاته ومنحدراته ما بين البني والرمادي والأسود والزرقة والخُضرة والبياض { ومن الجبال جُدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود } ، تذهب إلى النهر العذب فتحتار من ماء صافٍ ينساب في جمال لا لون له ولا طعم ولا رائحة ، تنزل إلى قاع البحر فترى ما لا يخطر ببالك ، ولا يستوعبه عقلك ، من جمال وتشابك وتناثر ألوان بإحكام وإتقان رهيب . تنظر يمنة أو يسرة فترى أشجاراً بألوان متنوعة وأوراق مختلفة ، وتميُّز كل ثمرة بلون فريد فلا تجدُ نفسك إلا ذاهلاً مشدوهاً، تقف لحظة وتنظر في نفسك فتجد كل ألوان الطبيعة في ذاتك ، شعرك وعيناك وجسدك وأظفارك وقلبك وكبدك ودمك وكريات دمك البيضاء والحمراء والخلية وألوانها وغيرها من الأسرار والعظمة { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ، لو مكثت طيلة عمرك تتأمل في تناغم وانسجام ألوان ورقة شجرة واحدة ، أو ريشة طائر جميل لما أسعفك الوقت ، إننا أمام خالق جميل ، أبدع خَلقَه ، وأودع فيه ألوانا ساحرة تدلنا على جماله ، نستلهم منها الحب والتناغم والانسجام والجمال والتعايش والسلام.



عودة أبو الفنون " محمد راكان مدير مسرح جمعية عجمان للفنون الشعبية "
بدأت الحياة الطبيعة تعود إلى سابق عهدنا بها، ولو كانت على استحياء لكن في العموم أفضل من العامين السابقين، فالمرحة الماضية شهدت تدنياً فكرياً وحراكاً ثقافياً وإن تم تنفيذ البعض من خلال التطبيقات الذكية عن بعد، ولكن التلاحم والتقارب بالأفكار مهم ويأتي بثماره فوراً، أما الاجتماعات عن بعد تفقد الكثير من تقارب الأفكار والرؤى.
عودة الحياة الفنية بشكل عام شيء جميل جداً ورائع خاصة مع أبو الفنون المسرح، الذي نود أن تزلزل خشبة المسرح بالنصوص والتصفيق والضحكات حتى ولو تذرف الدموع ففي النهاية مكونات المسرح تأتي بثمارها، الفنانون يؤدون أدوارهم أمام الجمهور مباشرة وهذا بالغ سعادتهم وقوتهم، لأن ممثل المسرح له سمات وخصائص تختلف عن ممثل الدراما والسينما، الفرق بينهما كالفرق بين الحوار المباشر والحوار المسجل، ففي المباشر لا يتحمل الخطأ وسرعة البديهة والحضور يكونان حاضرين بشكل واضح، ولا مجال للإعادة والتكرار، أما الدراما فالتكرار فيها شائع والعمل بها أسهل فضلاً عن قدرة ممثل المسرح على حفظ الدور كلمات وحركة ـ وتوقع نسيان من أمامه للنص ولا يشعرا الجمهور بهذه الأمور، بينما ممثل الدراما يكتفي بحفظ جملة أو كلمة أو حركة يلقيها أمام الكاميرا، تصل أحياناُ لنظرة أو لصفعة أو لغلق باب. أبو الفنون هو أول فن طرح على الناس وشاهدوه، فكل الفنانين القدامى خرجوا من المسرح، أمثال علي الكسار ونجيب الريحاني وسميحة أيوب وأمينة رزق، وغيرهم، أما في الخليج جاءت الدراما قريبا وكان المسرح ومازال هو سيد الموقف والفن الذي يمارسه معظم فناني الخليج.
ستشهد هذه الفترة رواجاً فنياً جديداً، وأتوقع أن يحمل في طياته قضايا معاصرة لأن التاريخ فصل عند ظهور كورونا وتوقفت عقارب الساعة، فصار الحدث يشار إليه بقبل وبعد كورونا، فأما بعد كورونا ستكون النصوص تحاكي الظرف القائم وتتناوله إما بشكل هزلي وإما بالاستفادة منه ووضع خريطة جديدة لممارسة الحياة، فوجودها بالفترة الماضية رسخت في النفوس بعض الشواهد والأشياء التي كنا نمارسها واستطعنا الاستغناء عنها ستتصدر المشهد وتكون هي الخطوة القادمة عند كتابة النصوص المسرحية.



الناي الحزين " خليفة محمد "
  تمكن الناي من حجز مساحة ليست بالقليلة في عالم الآلات الموسيقية، وذلك لما يؤديه من نغم يطرب القلوب ويعبر عن الوجدان، فمنذ أن استمعت إليه في صغري وأنا متيم به، وبدأت أخطط لمعرفة العزف عليه والبحث عن رواده في الخليج والدول العربية، ومن هنا وجدت أن مصاحبته في كل مكان تعتبر مؤنساً ونغمه يدغدغ مشاعر من يستمع إليه.
احتراف العزف عليه أخذ وقتاً طويلاً مني لإتقانه، خاصة وأن رواده ممن جعلوني أهتم به جعلوا مني عاشقاً له ولصوته وأنينه، الكلمات تخرج منه مصحوبة بشجن، لذا اهتمت الموسيقى العربية بوجوده ضمن الفرقة الموسيقية لما له من حضور قوي وخدمة في إيصال النغم للنص المغنى أو حتى مقطوعة موسيقية غير مصحوبة بالكلمات.
الناي بشجنه تهفو إليه الأحاسيس ونراه في الدراما أيام زمان حين يختلي الراعي بنفسه ويجلس تحت النخيل يعزف معزوفته الجميلة والمراعي من حوله، والمارة يستمتعون بعزفه ويشدهم بأنغامه، فالناي له وجود في الموروث الثقافي العربي ممتد وسيظل له مكانة كبيرة ما دمنا أحياء نستمع للطرب الأصيل.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot