بدورته الخامسة

الألعاب الشعبية والحرف التراثية تعزز أهداف مهرجان السلع البحري

الألعاب الشعبية والحرف التراثية تعزز أهداف مهرجان السلع البحري

تسهم الحرف النسائية التراثية والألعاب الشعبية، في تحقيق جملة من أهداف مهرجان السلع البحري بدورته الخامسة الذي انطلق في 7 نوفمبر الجاري ويختتم اليوم على الواجهة البحرية لمدينة السلع بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية وشراكة إستراتيجية مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة.
وخصص المهرجان مساحات واسعة ضمن برامجه وأنشطته اليومية للأطفال والشباب من خلال مسابقات الزي التراثي، والأسئلة التراثية على المسرح، والورش الفنية، والبرامج الترفيهية والرياضية البحرية، كما خصص ركناً للحرف التراثية النسائية تقدم من خلاله ورش حية أمام جمهور المهرجان.
ويعد نشاط "الألعاب الشعبية" الذي يقام يومياً من أكثر البرامج التي وجدت إقبالاً مستمراً من الأطفال، حيث تسهم الألعاب المستوحاة من البيئة الإماراتية، في ترسيخ قيم التعاون والتعاضد والمنافسة الشريفة بين الأطفال، كما تعزز لديهم الروح الجماعية، وتغرس مفاهيم الإنجاز والطموح، في إطار تربوي واجتماعي يعكس روح المهرجان وأهدافه التراثية والمجتمعية.
وتنظم هذه الألعاب ضمن فعاليات المهرجان في إطار حرص هيئة أبوظبي للتراث على استدامة التراث المعنوي، حيث تحافظ على انتقال التقاليد والمعارف بين الأجيال المختلفة، بجانب تحقيق جانب من أهداف المهرجان في إبراز غنى وتنوع التراث الإماراتي وتعريف الجمهور بأهميته.
وتشمل الألعاب التي تقام يومياً وسط حضور كبير للاعبين من مختلف الفئات العمرية، لعبة "كرابي" التي تعتمد على التوازن والقوه البدنية وتصاحبها أهازيج خاصة، ولعبة "مطارح" التي تنمي لدى اللاعبين روح المبادرة والقوة البدنية، ولعبة "ميت" التي تبني لديهم القدرة على التخطيط والتعاون، ولعبة "شاع" التي تعزز الروح الجماعية بينهم، ولعبة "قبة ومسطاع" وهي من الألعاب ذات الشعبية العالية في دولة الإمارات.
وتحفظ الألعاب الشعبية في دولة الإمارات جانباً مهماً من ذاكرة المجتمع، وترسخ الهوية الوطنية الأصيلة بين الأجيال الجديدة، مما يبرز أهمية تنظيمها ضمن فعاليات المهرجان باعتبارها عنصراً مهماً من عناصر التراث الإماراتي.
فيما يعزز حضور الحرف التراثية ضمن فعاليات المهرجان أهدافه في صون الموروث الإماراتي وترسيخ حضوره في ذاكرة الجيل الجديد، من خلال نشاط حي يشكّل جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر، ويسهم في تأصيل قيم الهوية الوطنية لدى زوار المهرجان والمشاركين في برامجه وأنشطته.
وتشمل الحرف اليدوية التي تقدم ضمن فعاليات المهرجان صناعة "الشمال"، وهي قطعة تنسج من وبر الإبل، وتستخدم لتغطية الناقة من أجل تنظيم عملية الحلب، ومنع الحاشي من الرضاعة، وحرفة "الغزل" التي يتم من خلالها تحويل صوف الغنم، وشعر الماعز، ووبر الإبل، إلى خيوط، من خلال برمها على أداة المغزل، و"السدو" وهي حرفة نسج الخيوط على نول السدو، لصنع المنسوجات المختلفة حسب الاحتياج. 
كما تشمل الحرف أيضاً "التلي" وهي خيوط قطنية أو حريرية تنسجها المرأة مع خوصة فضية على الكجوجة، وتزين بها الملابس، حيث تخاط على الأكمام وفتحة الصدر، و"الخوص" وهي جدائل منسوجة من خوص النخيل الأبيض، ويصنع منها العديد من الاحتياجات، مثل المخرافة، والمجبة، والسرود، بالإضافة إلى "الحناء" حيث يتم عجن أوراق نبات الحناء بعد تجفيفها وطحنها، بالماء وبعض المواد العطرية لتستخدم في خضاب الأيدي والأقدام والشعر للزينة والعلاج. 
ويمثل ركن الحرفيات في المهرجان من خلال تقديم هذه الورش الحية، منصة تراثية ومعرفية تسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف المهرجان من خلال تعريف الزوار بالمهارات الفنية الإماراتية التقليدية بجانب إبراز الصناعات التراثية مما يساعد في حفظها ونقلها للأجيال الجديدة، بالإضافة إلى إثراء تجربة الزوار بتقديم جانب جمالي وتعليمي في تجربة تفاعلية تجمع بين المتعة والمعرفة.