رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك بلجيكا بذكرى اليوم الوطني ورئيسة سورينام بانتخابها
المتع البريئة
للبساطة طعم لا يضاهى وأن النفوس لا تروى بالإفراط بل بالاتزان، بعض من الناس لا تعترف بالمتع البريئة ، قد تعيد توازن نفسيتك وإزالة قلقك بالذهاب الى مطعم قديم ، صديق قديم ، لحظة سجود ، قراءة كتاب ، ممارسة الرياضة ، السباحة في البحر ، الجلوس عند الكورنيش ومشاهدة مدى البحر، كوب كرك ، قيادة السيارة ومشاهدة الشوارع والبنايات وتذكر ذكريات أبوظبي القديمة ، أغنية من انتاج التسعينيات، فيلم قديم بالأبيض والأسود ، المشي بين الناس في الإزدحام دون أن يعرفك أحد، في إحتضان طفلك، المتع البريئة دائما ما تكون صادقة .
المتع البريئة لا تحتاج جمهورًا ولا تصفيقًا ولا عدد مشاهدات ، لا تُدوَّن في سجل الإنجازات، لكنها تُحفر في القلب بأعذب اللحظات، نحن نعيش في زمن يقيس قيمة اللحظة بما يُوثق منها: صورة، منشور، إعجاب، تعليق، أما المتع البريئة، فهي لحظات لا تُلتقط بالكاميرا، بل تُلتقط بعدسة القلب. وهي لا تُنشر للعالم، بل تُهمس للنفس.
المتع البريئة هي شكل من أشكال المقاومة. مقاومة لثقافة الترف ، لصخب الطموح الجاف، لسباق المقارنات. حين تختار أن تستمتع بشيء صغير دون أن تتساءل: “هل يراه الآخرون ذا قيمة؟” فأنت تحررت من نظرة الناس التي تُقاس فيها المتعة بالضجيج والاستعراض.
إنها فلسفة العودة إلى الأصل، إلى الطفولة التي كنّا فيها نستمتع بلعبة من خشب، أو بظل شجرة، أو حتى بحكاية مكررة. المتع البريئة تُعيدك إلى الإنسان الذي فيك، إلى ذاك الكائن الذي خُلق ليستمتع بما هو حقيقي، لا بما هو مبهر.
في المتع البريئة، لا نُسرف في الاستهلاك، بل نُتقن فن الاكتفاء.
وهذا هو جوهر السعادة الذي نُضيّعه كلما ظننا أن الفرح سلعة تُشترى، أو تجربة لا تكتمل إلا بترف.
فلنبحث عن المتع البريئة ، ولنُمارسها، ولنُعلّم أبناءنا كيف يجدون الجمال في الأشياء الصغيرة. لأن في المتع البريئة، نُعيد التوازن لحياتنا، ونُرمّم أرواحنا المنهكة، ونُعانق ذواتنا كما يجب بكل حب . ابحث عن المتع البريئة ومارسها ستجد الجمال في الأشياء البسيطة ،،، ودمتم بخير.