نافذة مشرعة

بعد البيت الأبيض، سيكون دونالد ترامب سياسيًا ضعيفا

بعد البيت الأبيض، سيكون دونالد ترامب سياسيًا ضعيفا


   على غرار العديد من الأمريكيين، فكرت كثيرًا في مستقبل دونالد ترامب. أي تأثير سيكون له بعد تنصيب جو بايدن؟ كلمة تعود إلي باستمرار. أعتقد أن ترامب سيخرج من البيت الأبيض ... ضعيفا.
    بعد أن سيطر ترامب على حياتنا الوطنية على مدى السنوات الأربع الماضية، أصبح من المستحيل الآن تخيّل عالم لن يكون فيه محور اهتمامنا. ومع ذلك، سيفقد من أهميته وتميزه. ربما ليس على الفور، ولكن بمرور الوقت. وبمجرد أن تبدأ هذه العملية، سيكون من الصعب إيقافها.
   ستنحسر حياته قليلاً. وسيفعل كل ما في وسعه لإعادة خلق أبّهة، وفكرة قوة البيت الأبيض. وبطريقة ما، للوهلة الأولى، ستبدو له الحياة ما بعد الرئاسة كما لو انها لم تتغيّر. ستكون هناك اجتماعات سياسية صاخبة، مع تصفيق مدو من المؤيدين المبتهجين. وستستمر وسائل الإعلام المحافظة في تغطية أي من تصريحاته بحماس. وسيتم تقاسم أفكاره ومشاعره بشكل يومي، وبالبنط العريض، مع متابعيه البالغ عددهم 88 مليون متابع على تويتر.

   لكن، لن تكون الحياة هي نفسها... ستفتقر إلى السلطة. في 20 يناير، لن يكون لدونالد ترامب سلطة مطلقة على رئاسة الولايات المتحدة. لا “طائرة الرئاسة”، ولا قنبلة نووية، ولا كلمات تلفزيونية وطنية. الرئيس يحكم... والرئيس السابق يدلي برأيه في قناة فوكس نيوز.
والأهم من ذلك، أن تأثير ترامب على سياستنا، وعلى حزبــه الجمهوري، سيتضاءل بمرور الوقت.
   أنا لا أستخف بقدرته على حشد قاعدته المتحمسة والمخلصة، ولا بالخوف الذي يولّده ذلك في قادة حزبه. يظلّ ترامب يتمتع بشعبية كبيرة بين نشطائه، وهو قادر تمامًا على قلب ناخبيه ضد المحافظين الجمهوريين أو السيناتورات غير المطيعين. لا يمكن أن ننسى أن حوالي 74 مليون أمريكي صوتوا لصالحه، أي بزيادة قدرها 10 ملايين عن عام 2016. وليس مستبعدا أن يصبح ترامب رئيسًا مرة أخرى... لكنني لا أعتقد ذلك.

حزب يصعب السيطرة عليه
   بمجرد خروجه من البيت الأبيض، قد يجد ترامب صعوبة في السيطرة على حزبه. هناك أسباب متعددة. لن تكون لديه بعد الآن تلك السلطة لمنع أو تعزيز التشريعات ، وتعيين القضاة أو المسؤولين ، وتغيير اللوائح لصالح أصدقائه والمانحين؛ وسيقوم الجمهوريون في الكونجرس أو الولايات أحيانًا بإجراء حسابات سياسية مختلفة تمامًا عن حسابات الرئيس السابق الذي يسعى لاستعادة مكانه ؛ في السبعين من العمر، ومع تقدمه في السنّ، ستتقلص طاقة ترامب وحيويته للسيطرة على حزبه والأمة ؛ نرجسي للغاية ، لم يولّد أي ولاء من الذين عملوا معه مباشرة ؛ أخيرًا ، يمكن لطموح زملائه الجمهوريين أن يدفعه برفق بعيدًا عن سيطرته المطلقة الحالية على الحزب.

   دونالد ترامب، الغاضب من هزيمته في انتخابات عام 2020، يخطط بالفعل للترشح مرة أخرى عام 2024. وهذا يعني أن جميع المؤهلين الجمهوريين للترشح للرئاسة -سياسيون لم يكنّوا لترامب سوى الازدراء قبل فوزه بالترشيح والرئاسة -سيتعين عليهم الانتظار ثماني سنوات أخرى لتجربة حظهم. لن يعجبهم ذلك، ولن يشنوا هجوما مباشرا، غير ان ترامب لن يكون قادرًا على الاعتماد عليهم بشكل كامل. قد يسعون، بوسائل مخادعة، إلى تشجيع عملية “تحجيم” الرئيس السابق. إنهم يخشون من سيطرة ترامب على الناخبين، لكنهم يطمعون في مقعده.

   حتما، سيصبح ترامب أقل ظهورًا على المسرح العالمي. وبالتأكيد، سيستمرّ عدد قليل من قادة العالم في تقاسم المصالح أو وجهات النظر العالمية معه. إلا أن الدول التي يهاجمها ترامب بانتظام، مثل إيران أو الصين، لن يندموا على رحيله بالتأكيد.
   أما بالنسبة لأهم حلفائنا، فقد أمضوا السنوات الأربع الماضية في الرد على عدم انسجام وعدوانية ترامب، والسعي في الغالب إلى الالتفاف على هذا الرئيس الغريب الذي حكم بلدًا أساسيا، سيكونون أكثر من سعداء للعمل مع إدارة جديدة -أكثر عقلانية، وأكثر احترامًا، وأكثر رصانة -ويفعلون كل ما يلزم لجعل دونالد ترامب مجرد ذكرى كريهة.          

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot