تناولت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، منها نيويورك تايمز، وذا هيل وعدد آخر، الاربعاء، مقتطفات من مذكرات جون بوينر، والتي سيتم نشرها في 13 أبريل الجاري.
للمخضرم المتقاعد الآن في السياسة الأمريكية مسيرة طويلة. في البداية كان نائبا في غرفة أوهايو، ثم خدم في واشنطن من 1991 إلى 2015. وبين 2011 و2015، تولى رئاسة مجلس النواب. دُفع نحو الخروج من قبل الفصيل الأكثر محافظة في تشكيلته السياسية، لذا يعدّ من العارفين جيدًا بالألاعيب التي تجري خلف الكواليس، والخلافات الداخلية للجمهوريين.

ولئن كنت سأركّز على رحلته بأكملها، والعديد من الحكايات والطرائف التي من المؤكد أنه سيتقاسمها مع القراء، فإنني سأولي دون شك اهتمامًا وثيقًا لتصوّره للأحداث الأخيرة. وبما انه لا يزال يشعر بالمرارة بشأن مغادرته الكونجرس، يبدو أنه يقوم بتصفية بعض الحسابات.
يهاجم بوينر مباشرة الجناح الراديكالي لحزبه، ويشبّه تكتيكاته بالإرهاب التشريعي. لم يتردد في استهداف العديد من النواب، وجلد بعض السيناتورات، مثل تيد كروز حيث يؤكد الان أن سناتور تكساس خطير ومتهور، وكان قد أطلق عليه عام 2015 لقب “الشيطان نفسه».
ورغم الإدانات الشديدة التي وجّهها لزملائه السابقين، يبدو أنه احتفظ بأقسى أحكامه لدونالد ترامب. باعترافه الشخصي، لم يكن مستعدًا للاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.  ان رؤية وسماع الرئيس الخامس والأربعين ينفي النتائج مع الانخراط في لعبة محفوفة بالمخاطر من التضليل والتآمر، جعلته يخشى الأسوأ.

بالنسبة لجون بوينر، فإن مسؤولية ترامب عن أحداث 6 يناير العنيفة مؤدة ولا يرقى اليها شك. الرئيس “حرض على ذلك التمرد الدموي لا لشيء إلا لأسباب أنانية، وكرّسه الهراء الذي كان يجرفه منذ أن خسر انتخابات نزيهة في نوفمبر الماضي».
ويأسف الرئيس السابق لمجلس النواب على الوضع الحالي لحزبه، ولا يسعه إلا الأمل في السيطرة على الجنون الذي استحوذ على الكثيرين. كان ينبغي أن يكون هجوم 6 يناير بمثابة صدمة وعودة إلى اسس جمهورية سليمة.
من المؤكد أن كتاب جون بوينر سيثير ردود فعل قوية لدى من أشار إليهم بإصبع الاتهام. وها ان مستشار دونالد ترامب ستيفن ميلر، يربطه بالمستنقع الشهير الذي يفترض أن يقوم الرئيس الخامس والأربعون بتنظيفه، وقال تيد كروز ببساطة عليه اللعنة.
نراهن على أن جو بايدن والديمقراطيين لن يترددوا في استغلال هذا الخلاف العائلي، وهم الذين ما زالوا، في الوقت الراهن، يرصّون الصفوف.