وسط إقبال واسع من الطلبة والناشئة
جيل جديد يبدأ بتعلّم الصقارة وفراسة الصحراء في الموسم العاشر لمدرسة محمد بن زايد
منذ تأسيس المدرسة تدرّب أكثر من 6696 طالباً وطالبة عبر تسعة مواسم متتالية، بينهم 4342 ذكورا و2354 إناثا
تتواصل فعاليات الموسم العاشر 2025-2026 لمدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، المشروع التعليمي الرائد لنادي صقّاري الإمارات، وسط إقبال واسع من الطلبة والناشئة، تأكيداً على مكانة المدرسة ودورها كمؤسسة تعليمية تراثية تُسهم في نقل التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات إلى الأجيال الجديدة. وقد بدأت المدرسة هذا الشهر باستقبال دفعة جديدة من الراغبين في تعلّم فنون الصقارة من مختلف مدارس الدولة.
وشهدت بداية الموسم زيارة طلاب أكاديمية الظفرة الخاصة، وطالبات مدرسة العين الفايضة، ومدرسة الشيخة بنت سرور الابتدائية، الذين خاضوا تجربة تعليمية فريدة تعرّفوا خلالها على مبادئ الصقارة وفراسة الصحراء، إضافة إلى التجربة الميدانية العملية، واستكشاف القيم الثقافية والإنسانية التي يُجسّدها هذا التراث العريق، ضمن بيئة تعليمية تفاعلية تجمع بين المعرفة والمُمارسة والشغف.
وكانت المدرسة قد أعلنت خلال الفترة الماضية عن فتح باب التسجيل للموسم العاشر، الذي انطلق رسمياً في الأول من نوفمبر 2025، ويستمر حتى 28 فبراير 2026، مؤكدة استمرارها في رسالتها الرامية إلى نقل إرث الصقارة العربية للأجيال القادمة، من خلال برامج تعليمية مُتكاملة تركز على القيم الإماراتية الأصيلة مثل الصبر والاحترام والشجاعة والتواصل مع البيئة.
وشهدت الفترة التحضيرية للموسم العاشر، التي بدأت منذ نهاية أغسطس وبداية سبتمبر، بالتزامن مع المُشاركة الناجحة للمدرسة في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 تحت مظلّة جناح نادي صقّاري الإمارات، إقبالاً واسعاً على التسجيل في الدورة التأسيسية من فئة الأطفال والناشئين "من عمر 7 إلى 17 عاماً"، الراغبين في تعلم أساسيات الصقارة العربية التقليدية وفراسة الصحراء، إلى جانب مهارات الضيافة الأصيلة مثل إعداد القهوة العربية.
كما تُفتتح دورات العضوية للأعمار من 7 إلى 17 عاماً حصرياً للطلاب الذين أكملوا الدورة التأسيسية ويرغبون في الانتقال إلى المستوى التالي، بهدف تطوير مهاراتهم عبر تدريب مُتقدّم بإشراف نخبة من الخبراء والمُدرّبين المُتخصصين، في بيئة تعليمية آمنة وملهمة، بما يعزز خبراتهم ومهاراتهم في مجال الصقارة المُستدامة.
وقدّمت المدرسة للزوار في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، تجربة تعليمية تفاعلية استعرضت خلالها أبرز برامجها وأنشطتها التراثية، مما ساهم في تعريف الأسر والمدارس بأهمية الصقارة وفراسة الصحراء كقيم ثقافية وإنسانية.
وبدأت الدفعات الجديدة من الطلبة رحلتها التعليمية في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين، حيث يخوض المُشاركون برامج تجمع بين الدروس النظرية والتطبيق العملي في مجالات الصقارة وفراسة الصحراء وآداب السنع وتقاليد الضيافة وإعداد القهوة العربية، إلى جانب التدريب على الصيد المُستدام والتعرف على البيئة الصحراوية.
وتُقدم المدرسة برامجها التعليمية لطلبتها ضمن ثلاث فئات رئيسية: دورة المهارات الأســـاسية للمُبتدئين، ودورة العضوية للمستوى المُتقدّم للراغبين في التعمّق في فنون الصقارة. وذلك بالإضافة إلى الأنشطة الجماعية التي تهدف إلى تعزيز مهارات التراث والتعاون وروح الفريق، بما يناسب مختلف الفئات العمرية.
يُذكر أنّه منذ تأسيس المدرسة عام 2016، تدرّب أكثر من 6696 طالباً وطالبة عبر تسعة مواسم متتالية، بينهم 4342 ذكورا و2354 إناثا، فيما سجّل الموسم التاسع 2024-2025 رقماً قياسياً بمُشاركة 1622 طالباً، وهو الأعلى في تاريخ المدرسة.
وتُواصل المدرسة عبر موسمها العاشر البناء على هذه الإنجازات من خلال تطوير البرامج التعليمية والمناهج الميدانية، بما يتماشى مع توجّهات الدولة في الحفاظ على التراث ونقله بأساليب عصرية مُبتكرة، تدمج بين المعرفة الأكاديمية والتجربة العملية في بيئة تعليمية آمنة ومُحفّزة.
وتمنح مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء الفتيات فرصة فريدة لتعلّم مهارات ترتبط بالتراث الإماراتي العريق، من خلال تدريب عملي مباشر مع الصقور والتعرف على أساسيات الصيد، ليُصبحن جزءاً من تقليد أصيل تتوارثه الأجيال.
وتُثري المدرسة تجارب طلبتها بقصص تراثية عن رحلات المقناص القديمة، وتغرس فيهم قيم السنع وآداب المجالس والضيافة الإماراتية، إضافة إلى تعريفهم بالنباتات الصحراوية وآثار الحيوانات في البرية. كما تُقدّم برامج تعليمية متخصصة في: تربية الصقور ورعايتها "أنواعها، تشريحها، طرائدها، وأخلاقيات الصقارة"، الحفاظ على الصقور واستدامتها، التدريب العملي على الصيد بالصقور، فراسة الصحراء "الآداب، السنع"، والتعرّف على الأهمية الفريدة لطائر الحبارى في الصقارة العربية.