نافذة مشرعة

هذا الاضطراب العالمي الخطير الذي لا ينتهي ...!

هذا الاضطراب العالمي الخطير الذي لا ينتهي ...!


لأكثر من ربع قرن، عانى المجتمع الدولي من فشل متزايد للحوكمة العالمية. في نهاية الحرب الباردة، خلقت عولمة السياسة والأمن والاقتصاد والبيئة والهجرة طلبًا غير مسبوق لحوكمة عالمية فعالة. ومع ذلك، يبدو أن هذا النموذج في طريقه للاختفاء.
السبب، من بين أشياء أخرى، الخطأ التاريخي الذي تمثل في عدم تنظيم في مطلع التسعينات، وفي شكل قمة ما بعد الحرب الباردة، استشارة دولية واسعة النطاق جدًا حول الحالة الجديدة للعالم مثل ما كان الحال ما بعد الحربين العالميتين، بل وحتى بعد حروب نابليون مع مؤتمر فيينا. والإدارة الأمريكية خلال فترة ولاية بيل كلينتون الاولى، مسؤولة إلى حد كبير عن ذلك.

في الواقع، ونحن على أبواب الاحتفال في نهاية العام بالذكرى السنوية الثلاثين لتفكك الاتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر 1991، وقد مرّت العام الماضي في لامبالاة تامة، الذكرى المئوية لإنشاء عصبة الأمم، فإن إلقاء نظرة على تاريخ الثلاثين عامًا الماضية، يكشف عن شعور بإهدار ما، وبفرصة ضائعة لإحياء عميق للنظام متعدد الأطراف والفاعل الرئيسي فيه، الأمم المتحدة.     أدى انتهاء الانقسام بين الشرق والغرب مع سقوط الاتحاد السوفياتي إلى فتح مساحة غير مسبوقة وواعدة للإصلاح. وهكذا اجتمع مجلس الأمن الدولي لأول مرة على مستوى رؤساء الدول والحكومات. وكان الأمر يتعلق بإظهار مركزية منظومة الأمم المتحدة، وفي نفس الوقت التزام على أعلى مستوى لأقوى أعضائها. في نفس الفترة، عرف الأمين العام بطرس بطرس غالي كيف يحفّز ديناميكية الأفكار والإصلاحات، على سبيل المثال في مجال حقوق الإنسان، ولكن أيضًا، في التفكير في سلسلة متصلة من السلام والتنمية.

 سمحت هذه الفترة المحورية من التسعينات بظهور تفكير حول نظام عالمي متعدد الأطراف، قبله ودعمه رئيس الولايات المتحدة آنذاك، جورج هربرت بوش، بدعم من مستشاره للأمن القومي، برنت سكوكروفت. كل هذه العناصر أعطت أملاً معقولاً في أن تلعب الأمم المتحدة أخيرًا الدور الذي تم إنشاؤها من أجله على أنقاض الحرب العالمية الثانية.

حقيقة لافتة للنظر لم تؤخذ في الاعتبار بشكل كافٍ، وهي مدهشة، في سياق السنوات الأخيرة: لقد أدركت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت أن مصلحة الولايات المتحدة على المدى المتوسط هي الاندماج في نظام متعدد الأطراف. ليس من منطلق الإيثار بالطبع، ولكن من منطق الواقعية. فالمصالح المفهومة جيدًا للقوة الاولى في العالم، قادتها إلى دعم واضح لتعددية الأطراف وللأمم المتحدة. عندها كان من السهل على القوة العظمى الأمريكية أن تهيمن على هذا المجتمع العالمي وتعبّر عنه.

على المدى الطويل، كانت أمريكا، حتى بعد أن بدأ انحدارها الحتمي، ستبقى في قلب اللعبة الدولية، وتمسك بالخيوط، وتهيمن على الاقتصاد. وفي جميع الحالات، كان سيسمح للأمم المتحدة بأن تصبح أقوى وأن تقوم بدور سياسي أكبر مما نراه اليوم. وخصوصا، كان من السهل على البلدان الصاعدة إيجاد طرق ووسائل التعبير عن نفسها في نظام أكثر توازناً وانفتاحاً وعدلاً. وكان بإمكانها فعل ذلك في بيئة سلمية تصد مخاطر تصفية الحسابات التي نراها تلوح في الأفق اليوم في نوع من لعبة البوكر الكاذبة على كوكب الأرض.   لسوء الحظ، ضاعت هذه الفرصة التاريخية في أوائل التسعينات لإقامة نظام دولي متعدد الأطراف ديناميكي وخلاق. بيل كلينتون المنتخب في نهاية عام 1992، لم يكن لديه رؤية سلفه جورج هربرت بوش، وكما ذكر أعلاه، لم يتم تنظيم أي مؤتمر دولي كبير على شاكلة سان فرانسيسكو عام 1945 لمناقشة واتخاذ قرارات بشأن الاتجاهات الجديدة.

ومهما كان موقفنا من فكرة السيادة الوطنية والقومية، التي نوقشت كثيرًا منذ نهاية الحرب الباردة، لم يكن النقاش حول مستقبل الدول وعلاقاتها وقواعد اللعبة العالمية منظمًا. لم يحدث أي شيء كان من شأنه أن يجمع المجتمع الدولي معًا، مخاطرين بذلك في قلب العلاقات الدولية من نظام جامد للحرب الباردة الى تحرير كامل وخطير.
واليوم، داخل الدول وشعوبها، يغذي هذا الفشل المتزايد للحوكمة العالمية التصور -وربما يولّد الواقع -عن عالم في حالة من الفوضى، وفقدان السيطرة، وبدون زعيم، وبدون دولة، ولا أي مؤسسة في دفة القيادة لتصويب البوصلة والوجهة.

لقد تفاقم هذا الوضع بسبب أزمة الدولة-الامة. وهكذا نجد أنفسنا في “منطقة حرام” بين المؤسسات الوطنية وتلك العابرة للأمم وهي أضعف من أن تحل المشاكل الحالية. كل هذا انتهى إلى تأجيج الاستقطاب والاغتراب السياسي الذي يتضح بشكل متزايد في العديد من الدول حول العالم.
وبينما يتم التطبيع مع الأفكار الأكثر اثارة للغثيان، والتي أصبحت شائعة وتنتشر كالنار في الهشيم على المسرح الدولي، ويزداد تحول الأمم المتحدة إلى صدفة فارغة كل يوم، فقد يكون من المفيد، حتى مع تأخر أكثر من ربع قرن، أن يفكر شخص ما في النهاية في إعادة إطلاق فكرة المشاورات الكبرى حول النظام العالمي “لما بعد الحرب الباردة».

وقد تكون فترة ما بعد كوفيد-19 هي المناسبة... ولكن من سيكون لديه الذكاء لأخذ مثل هذه المبادرة والموهبة والمهارة لتنفيذها؟
جو بايدن؟ بالطبع لا... رئيس الولايات المتحدة مشغول للغاية بتقسيم العالم من خلال فكرته “تحالف الديمقراطيات».


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot