هل المرشحون على حق...
سباق الإليزيه يقتحم مضمار تطبيق تيك توك...!؟!
-- من مصلحة السياسيين الانتهيمن حسابات إيمانويل ماكرون وجان لوك ميلينشون، على منافسيها في المنصة
-- ضمام إلى تيك توك حتى لا يتركوا المجال مفتوحًا لليمين المتطرف
-- أداء إيمـانويـل ماكرون الأكثـر أصالــة، يصـور نفسه بصيغة سيلفي، وبقميص على طريقة أوباما
-- يمكن للسياسيين توجيه رسالة شاملة وقوية ومدعومة بحجج جيدة ضمن إكراهات التطبيق
-- تهيمن حسابات إيمانويل ماكرون وجان لوك ميلينشون، على منافسيها في المنصة
ميلينشون، ماكرون، لوبان، زمور ... كلهم يحاولون إغواء ناخبين جدد على هذا البرنامج... وبمهارة متفاوتة.
صيف 2020، نتذوق تدريجيًا ملذات الحياة البسيطة مجددا، فقد أصبح الحجر الصحي الأول ذكرى غائمة. انتهى الأبرو عبر الزووم، وأمسيات الأربعاء التي نقضيها أمام توب شيف، ولاري جو، وعطلة نهاية الأسبوع أمام تايجر كينج، المسلسل الوثائقي عن مدير حديقة حيوان غريب الأطوار. جددنا العهد مع الكؤوس على الفيرندا، ومع المتاحف ودور السينما. استعدنا الحياة الحقيقية... ثم فجأة، في 7 يوليو 2020، اصطدم الخيال بالواقع مرة أخرى:
هنأ الرئيس إيمانويل ماكرون خريجي المدارس الثانوية الجدد على تطبيق الفيديو القصير تيك توك. وفي التعليقات، كانت المفاجأة عامة: “إن عام 2020 غريب جدًا ما هذا”، “ الخطاب أَيْقُونِيّ».
«كلاش” سياسي
في اليوم التالي، جاء دور نائب فرنسا المتمردة-المرشح الآن للانتخابات الرئاسية -جان لوك ميلينشون لبدء استخدام التطبيق. وكما هو الحال في “كلاش” بين مغني الراب، ردّ على فيديو إيمانويل ماكرون باستخدام كلمات أغنية وجدان، “ أنيسة “: “أنت بعيدا عن عيني اذهب وتفقد باركورسوب الخاص بك”... مواجهة كلامية لا تصدق.
«لطالما أردنا القدوم إلى تيك توك منذ فترة طويلة، ولكن كان علينا إيجاد الفرصة المناسبة. وخطاب “إيمانويل ماكرون” حول البكالوريا الذي استهدف الشباب على التطبيق كان فرصتنا. أردنا أن نذكّر عيوب باركورسوب”، يقول أنطوان ليومينت، رئيس الاتصال الرقمي في فريق جان لوك ميلينشون.
منذ عام 2021، تم اقتحام منصة تيك توك من قبل عدد كبير من المرشحين: إريك زمور، فابيان روسيل، فلوريان فيليبو، أنس كزيب، مارين لوبان، فاليري بيكريس، يانيك جادو، كريستيان توبيرا ... لذلك يمكن أن نرى في خانة “لك” “مقاطع الفيديو المتدفقة التي تظهر عند فتح التطبيق” مرور إيريك زمور في البولينج أو جان لوك ميلينشون وهو يحتسي ميلك شيك أو إيمانويل ماكرون في زيّ كرة القدم. ولكن لماذا اقتحم السياسيون تيك توك؟
تبدو “كولا»
تجدر الإشارة، الى إن التطبيق الذي طورته شركة بايت دانس الصينية قد تطور منذ إنشائه عام 2016. وشهد وصول مستخدمين جدد خلال فترة الحجر الصحي الأول. كما يلاحظ لورانس ألارد، عالم الاجتماع للاستخدامات الرقمية، كان الشباب (18-31 عامًا) هم من انظمّ إلى المنصة في مارس 2020. بعد الحجر في مارس، كان 38.09 بالمائة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ومن 18 إلى 24 عامًا (36.85 بالمائة). خلال هذه الفترة، كان للتطبيق ما لا يقل عن 11 مليون مستخدم نشط شهريًا في فرنسا، أي ما يقرب من سدس إجمالي السكان. وهذا يعني أن هناك العديد من الشباب على تيك توك يمكن أن يأمل السياسيون في إغوائهم.
هذا ما أثار اهتمام فريق جان لوك ميلينشون. يوضح أنطوان ليومينت: “من خلال الانضمام إلى تيك توك، أردنا مخاطبة جمهور شاب، غير مهتم جدًا بالسياسة، أو يمتنع عن التصويت”. ويضيف: “نحاول التواجد على جميع المنصات المتاحة، فيسبوك، تويتر، تويتش، سناب شات ... الجمهور يختلف في كل مرة.»
فعلا، وفقًا لتريستان منديس فرانس، الأستاذ المحاضر المشارك في جامعة باريس والمتخصص في الثقافات الرقمية، نلاحظ بلقنة الجماهير. “فيما وراء شاشة التلفزيون التي لا تزال موحدة، فإن نمط استهلاك المعلومات مجزأ للغاية، ولا سيما بين الشباب. انهم يستقون الاخبار باستخدام المنصات الاجتماعية. واذن، للوصول إلى هذا الجمهور، يجب استخدام تلك المنصات”، يحلل الباحث.
على تيك توك، ينشر السياسيون ايديت (مقاطع فيديو بها سلسلة من الصور المتقطعة)، ومقاطع من المقابلات أو الخطب، وكذلك مقاطع فيديو أكثر استرخاءً. لكل مرشح أسلوبه الخاص. “بالنسبة لمارين لوبان، هناك رغبة في خلق تأثير القرب، وهذا يتطلب ضبطا للصورة محكمًا للغاية، وهناك الكثير من العناق والحشود في مقاطع فيديوهاتها. إيمانويل ماكرون، الأكثر اصالة، يصور نفسه، سلفي، وفي قميص، على غرار أوباما. وبشكل عام، يستضيفنا المرشحون داخل كواليس الحملة، وفي أجوائهم الحميمة “، يلاحظ لورانس ألارد.
ولكن لإثبات أنهم محدثون ومنخرطون في العصر، عليهم إتقان لغة تيك توك. المنصة عبارة عن آلة للاتجاهات والميمات، والتي تختفي بالسرعة مثل الطريقة التي تظهر بها. عام 2017، انطلق المرشحون لغزو الشباب بفلاتر سناب شات؛ واليوم بالإحالة إلى ثقافة البوب الراهنة. “إنه تمرين حقيقي في الأسلوب والتواصل”، يلاحظ لورانس ألارد.
على تيك توك، يمتطي إيمانويل ماكرون موجة نجاح مقطع الفيديو مع مكفلاي وكارليتو. في سبتمبر، تمنى عودة مدرسية طيبة وصورة الثنائي في يده. لكن المرشح الأكثر استخدامًا لرموز المنصة هو على الأرجح جان لوك ميلينشون. فهذا الأخير لا يتردد في عرض نفسه في حلقات مضحكة. وهكذا يمكننا أن نراه يحتسي بهدوء شرابه المفضل، مشروب ميلك شيك بالفراولة -الذي أصبح ميمًا على حسابه -استعدادًا لمناظرته ضد إريك زمور في سبتمبر: يتبعه تعديلًا لصور خصمه “وهو في أسوا حال” على موسيقى قتالية.
ما وراء الانتخابات، الوصول إلى ناخبي المستقبل
الظهور “كول” في عيون الشباب أمر جيد، لكن هل يمكن حقًا التحدث عن السياسة على تيك توك؟ بالنسبة لتريستان منديس فرانس، لا مشكلة. منذ فترة طويلة، سمحت المنصة بنشر مقاطع الفيديو لمدة دقيقة واحدة كحد أقصى. والآن، امتدت تلك المدة إلى ثلاث دقائق.
«يمكن للسياسيين أن ينقلوا رسالة مفصلة وقوية ومناقشتها مع إكراهات التطبيق”، يشرح الأكاديمي. المشكلة الوحيدة: لكي تُرى، عليك أن تنشر الكثير. ويوضح “أقل من أربعة إلى خمسة مقاطع فيديو في الأسبوع، لا تدفع خوارزميات المنصة محتوى صاحبه”. إن الرغبة في دخول تيك توك تعني تبني منطق التدفق: احتلال المنصة، والتفاعل مع الجماعة، ومضاعفة الهاشتاج.
اليوم، تهيمن حسابات ايمانويل ماكرون وجان لوك ميلينشون، التي تضم 2.8 و1.1 مليون مشترك على التوالي، على منافسيها في المنصة. وتليهما مارين لوبان (325900 متابع) وإريك زيمور (163200 متابع). ويجد باقي المرشحين صعوبة في التجميع. حوالي 20000 مشترك لفلوريان فيليبو، و2138 مشترك لفاليري بيكريس، و438 فقط لـ يانيك جادو.
هل يمكن أن يكون لـ تيك توك تأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2022؟ الشك في ذلك وارد. فبالإضافة إلى صعوبة الظهور على المنصة، تظل المشكلة الأكثر وضوحًا هي الجمهور المستهدف والمستخدم لتيك توك. لا يتمتع معظم هؤلاء الشباب بعد بالحق في التصويت. ومع ذلك، بالنسبة لفريق الاتصال لمرشح فرنسا المتمردة، فإن هذا لا يمثل عقبة، لأن الهدف مختلف تمامًا. “لا تقتصر السياسة على الانتخابات الرئاسية، يقول أنطوان ليومينت، إننا نسعى لإقناع ناخبي المستقبل”. إذن هي استراتيجية لنشر الأفكار، على المدى الطويل، التي على المحك.
يجب ألا ننسى أنه مع حركة حياة السود مهمة، والتغطية الإعلامية للإبادة الجماعية للأويغور، أو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبح التطبيق مسيّسًا. ففي وسط تصميمات الرقصات والرسومات والسكاتشات، يتحدث المستخدمون الشباب عن العنصرية والنسوية والهوية الجنسية. “هناك نوع من السياسة التحتية على تيك توك. فمن خلال الحديث عن تجاربهم، يجمع هؤلاء الشباب خبراتهم التي يتم تصورها ووصفها بعد ذلك على أنها مشكلة مشتركة”، يشير لورانس ألارد. وهي أيضًا منصة استولى عليها النشطاء من كل الاطياف. “في الولايات المتحدة، كان اليمين البديل هو أول من استولى على هذا الفضاء”، يتذكر تريستان منديس فرانس.
واليوم، أصبحت قاعدة المعجبين بـ أريك زمور نشطة للغاية على تيك توك. “لا غرابة في ذلك” بالنسبة للباحث، لأن “الأكثر راديكالية، هو الأكثر التزامًا”. على سبيل المثال، يحتوي الهاشتاج # زمور2022 على 124 مليون مشاهدة، مقارنة بـ 36.1 مليون مشاهدة لـ # ميلينشون2022، و18.9 مليون مشاهدة لـ # ماكرون2022.
ووفقًا للأكاديمي، يمكن أن تصبح هذه الظاهرة مقلقة. ان حسابات دعم إيريك زمور -التي يمتلك بعضها بالتأكيد قاصرون -تبث لجمهور صغير السن عبارات يصفها تريستان منديس فرانس بأنها “قذرة” و “سامة”. وبالتالي، إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لأن تؤثر تيك توك على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن من مصلحة السياسيين الانضمام إلى تيك توك حتى لا يتركوا المجال مفتوحًا لليمين المتطرف.
-- ضمام إلى تيك توك حتى لا يتركوا المجال مفتوحًا لليمين المتطرف
-- أداء إيمـانويـل ماكرون الأكثـر أصالــة، يصـور نفسه بصيغة سيلفي، وبقميص على طريقة أوباما
-- يمكن للسياسيين توجيه رسالة شاملة وقوية ومدعومة بحجج جيدة ضمن إكراهات التطبيق
-- تهيمن حسابات إيمانويل ماكرون وجان لوك ميلينشون، على منافسيها في المنصة
ميلينشون، ماكرون، لوبان، زمور ... كلهم يحاولون إغواء ناخبين جدد على هذا البرنامج... وبمهارة متفاوتة.
صيف 2020، نتذوق تدريجيًا ملذات الحياة البسيطة مجددا، فقد أصبح الحجر الصحي الأول ذكرى غائمة. انتهى الأبرو عبر الزووم، وأمسيات الأربعاء التي نقضيها أمام توب شيف، ولاري جو، وعطلة نهاية الأسبوع أمام تايجر كينج، المسلسل الوثائقي عن مدير حديقة حيوان غريب الأطوار. جددنا العهد مع الكؤوس على الفيرندا، ومع المتاحف ودور السينما. استعدنا الحياة الحقيقية... ثم فجأة، في 7 يوليو 2020، اصطدم الخيال بالواقع مرة أخرى:
هنأ الرئيس إيمانويل ماكرون خريجي المدارس الثانوية الجدد على تطبيق الفيديو القصير تيك توك. وفي التعليقات، كانت المفاجأة عامة: “إن عام 2020 غريب جدًا ما هذا”، “ الخطاب أَيْقُونِيّ».
«كلاش” سياسي
في اليوم التالي، جاء دور نائب فرنسا المتمردة-المرشح الآن للانتخابات الرئاسية -جان لوك ميلينشون لبدء استخدام التطبيق. وكما هو الحال في “كلاش” بين مغني الراب، ردّ على فيديو إيمانويل ماكرون باستخدام كلمات أغنية وجدان، “ أنيسة “: “أنت بعيدا عن عيني اذهب وتفقد باركورسوب الخاص بك”... مواجهة كلامية لا تصدق.
«لطالما أردنا القدوم إلى تيك توك منذ فترة طويلة، ولكن كان علينا إيجاد الفرصة المناسبة. وخطاب “إيمانويل ماكرون” حول البكالوريا الذي استهدف الشباب على التطبيق كان فرصتنا. أردنا أن نذكّر عيوب باركورسوب”، يقول أنطوان ليومينت، رئيس الاتصال الرقمي في فريق جان لوك ميلينشون.
منذ عام 2021، تم اقتحام منصة تيك توك من قبل عدد كبير من المرشحين: إريك زمور، فابيان روسيل، فلوريان فيليبو، أنس كزيب، مارين لوبان، فاليري بيكريس، يانيك جادو، كريستيان توبيرا ... لذلك يمكن أن نرى في خانة “لك” “مقاطع الفيديو المتدفقة التي تظهر عند فتح التطبيق” مرور إيريك زمور في البولينج أو جان لوك ميلينشون وهو يحتسي ميلك شيك أو إيمانويل ماكرون في زيّ كرة القدم. ولكن لماذا اقتحم السياسيون تيك توك؟
تبدو “كولا»
تجدر الإشارة، الى إن التطبيق الذي طورته شركة بايت دانس الصينية قد تطور منذ إنشائه عام 2016. وشهد وصول مستخدمين جدد خلال فترة الحجر الصحي الأول. كما يلاحظ لورانس ألارد، عالم الاجتماع للاستخدامات الرقمية، كان الشباب (18-31 عامًا) هم من انظمّ إلى المنصة في مارس 2020. بعد الحجر في مارس، كان 38.09 بالمائة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ومن 18 إلى 24 عامًا (36.85 بالمائة). خلال هذه الفترة، كان للتطبيق ما لا يقل عن 11 مليون مستخدم نشط شهريًا في فرنسا، أي ما يقرب من سدس إجمالي السكان. وهذا يعني أن هناك العديد من الشباب على تيك توك يمكن أن يأمل السياسيون في إغوائهم.
هذا ما أثار اهتمام فريق جان لوك ميلينشون. يوضح أنطوان ليومينت: “من خلال الانضمام إلى تيك توك، أردنا مخاطبة جمهور شاب، غير مهتم جدًا بالسياسة، أو يمتنع عن التصويت”. ويضيف: “نحاول التواجد على جميع المنصات المتاحة، فيسبوك، تويتر، تويتش، سناب شات ... الجمهور يختلف في كل مرة.»
فعلا، وفقًا لتريستان منديس فرانس، الأستاذ المحاضر المشارك في جامعة باريس والمتخصص في الثقافات الرقمية، نلاحظ بلقنة الجماهير. “فيما وراء شاشة التلفزيون التي لا تزال موحدة، فإن نمط استهلاك المعلومات مجزأ للغاية، ولا سيما بين الشباب. انهم يستقون الاخبار باستخدام المنصات الاجتماعية. واذن، للوصول إلى هذا الجمهور، يجب استخدام تلك المنصات”، يحلل الباحث.
على تيك توك، ينشر السياسيون ايديت (مقاطع فيديو بها سلسلة من الصور المتقطعة)، ومقاطع من المقابلات أو الخطب، وكذلك مقاطع فيديو أكثر استرخاءً. لكل مرشح أسلوبه الخاص. “بالنسبة لمارين لوبان، هناك رغبة في خلق تأثير القرب، وهذا يتطلب ضبطا للصورة محكمًا للغاية، وهناك الكثير من العناق والحشود في مقاطع فيديوهاتها. إيمانويل ماكرون، الأكثر اصالة، يصور نفسه، سلفي، وفي قميص، على غرار أوباما. وبشكل عام، يستضيفنا المرشحون داخل كواليس الحملة، وفي أجوائهم الحميمة “، يلاحظ لورانس ألارد.
ولكن لإثبات أنهم محدثون ومنخرطون في العصر، عليهم إتقان لغة تيك توك. المنصة عبارة عن آلة للاتجاهات والميمات، والتي تختفي بالسرعة مثل الطريقة التي تظهر بها. عام 2017، انطلق المرشحون لغزو الشباب بفلاتر سناب شات؛ واليوم بالإحالة إلى ثقافة البوب الراهنة. “إنه تمرين حقيقي في الأسلوب والتواصل”، يلاحظ لورانس ألارد.
على تيك توك، يمتطي إيمانويل ماكرون موجة نجاح مقطع الفيديو مع مكفلاي وكارليتو. في سبتمبر، تمنى عودة مدرسية طيبة وصورة الثنائي في يده. لكن المرشح الأكثر استخدامًا لرموز المنصة هو على الأرجح جان لوك ميلينشون. فهذا الأخير لا يتردد في عرض نفسه في حلقات مضحكة. وهكذا يمكننا أن نراه يحتسي بهدوء شرابه المفضل، مشروب ميلك شيك بالفراولة -الذي أصبح ميمًا على حسابه -استعدادًا لمناظرته ضد إريك زمور في سبتمبر: يتبعه تعديلًا لصور خصمه “وهو في أسوا حال” على موسيقى قتالية.
ما وراء الانتخابات، الوصول إلى ناخبي المستقبل
الظهور “كول” في عيون الشباب أمر جيد، لكن هل يمكن حقًا التحدث عن السياسة على تيك توك؟ بالنسبة لتريستان منديس فرانس، لا مشكلة. منذ فترة طويلة، سمحت المنصة بنشر مقاطع الفيديو لمدة دقيقة واحدة كحد أقصى. والآن، امتدت تلك المدة إلى ثلاث دقائق.
«يمكن للسياسيين أن ينقلوا رسالة مفصلة وقوية ومناقشتها مع إكراهات التطبيق”، يشرح الأكاديمي. المشكلة الوحيدة: لكي تُرى، عليك أن تنشر الكثير. ويوضح “أقل من أربعة إلى خمسة مقاطع فيديو في الأسبوع، لا تدفع خوارزميات المنصة محتوى صاحبه”. إن الرغبة في دخول تيك توك تعني تبني منطق التدفق: احتلال المنصة، والتفاعل مع الجماعة، ومضاعفة الهاشتاج.
اليوم، تهيمن حسابات ايمانويل ماكرون وجان لوك ميلينشون، التي تضم 2.8 و1.1 مليون مشترك على التوالي، على منافسيها في المنصة. وتليهما مارين لوبان (325900 متابع) وإريك زيمور (163200 متابع). ويجد باقي المرشحين صعوبة في التجميع. حوالي 20000 مشترك لفلوريان فيليبو، و2138 مشترك لفاليري بيكريس، و438 فقط لـ يانيك جادو.
هل يمكن أن يكون لـ تيك توك تأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2022؟ الشك في ذلك وارد. فبالإضافة إلى صعوبة الظهور على المنصة، تظل المشكلة الأكثر وضوحًا هي الجمهور المستهدف والمستخدم لتيك توك. لا يتمتع معظم هؤلاء الشباب بعد بالحق في التصويت. ومع ذلك، بالنسبة لفريق الاتصال لمرشح فرنسا المتمردة، فإن هذا لا يمثل عقبة، لأن الهدف مختلف تمامًا. “لا تقتصر السياسة على الانتخابات الرئاسية، يقول أنطوان ليومينت، إننا نسعى لإقناع ناخبي المستقبل”. إذن هي استراتيجية لنشر الأفكار، على المدى الطويل، التي على المحك.
يجب ألا ننسى أنه مع حركة حياة السود مهمة، والتغطية الإعلامية للإبادة الجماعية للأويغور، أو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبح التطبيق مسيّسًا. ففي وسط تصميمات الرقصات والرسومات والسكاتشات، يتحدث المستخدمون الشباب عن العنصرية والنسوية والهوية الجنسية. “هناك نوع من السياسة التحتية على تيك توك. فمن خلال الحديث عن تجاربهم، يجمع هؤلاء الشباب خبراتهم التي يتم تصورها ووصفها بعد ذلك على أنها مشكلة مشتركة”، يشير لورانس ألارد. وهي أيضًا منصة استولى عليها النشطاء من كل الاطياف. “في الولايات المتحدة، كان اليمين البديل هو أول من استولى على هذا الفضاء”، يتذكر تريستان منديس فرانس.
واليوم، أصبحت قاعدة المعجبين بـ أريك زمور نشطة للغاية على تيك توك. “لا غرابة في ذلك” بالنسبة للباحث، لأن “الأكثر راديكالية، هو الأكثر التزامًا”. على سبيل المثال، يحتوي الهاشتاج # زمور2022 على 124 مليون مشاهدة، مقارنة بـ 36.1 مليون مشاهدة لـ # ميلينشون2022، و18.9 مليون مشاهدة لـ # ماكرون2022.
ووفقًا للأكاديمي، يمكن أن تصبح هذه الظاهرة مقلقة. ان حسابات دعم إيريك زمور -التي يمتلك بعضها بالتأكيد قاصرون -تبث لجمهور صغير السن عبارات يصفها تريستان منديس فرانس بأنها “قذرة” و “سامة”. وبالتالي، إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لأن تؤثر تيك توك على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن من مصلحة السياسيين الانضمام إلى تيك توك حتى لا يتركوا المجال مفتوحًا لليمين المتطرف.