حكايات على مائدة العشاء

أعلام في حياتنا

أعلام في حياتنا

في لحظات صمت مع النفس وإعادة ترتيب أوراق الزمن، تظهر شخصيات إيجابية في حياتنا، كان لها الأثر الطيب والضمير السليم والتوجيه الأبوي والخوف الإنساني، فمن هؤلاء الأشخاص عميد الصحفيين المصريين في الإمارات أو هكذا يطلقون عليه في وجوده بالمحافل الإعلامية أو عدم حضوره، قد يكون لقباً غير رسمي لكنه في الواقع طبيعي جداً ويستحقه عن جدارة، إنه الكاتب الكبير محمود علام.

لقد شرفت بمقابلته منذ زمن طويل، صاحب قلم جريء ومفردات ترتقي لعبارات السهل الممتنع، له قصص أدبية للأطفال ترجمت على المسرح ونالت جوائز، تمكن من جذب كل من يلتقي به، ويقترب منه، لديه ابتسامة وضحكة يملؤها الحب والصفاء والبراءة، يساعد الجميع بلا غرض أو طلب، لا يريد حمداً ولا شكورا بل تنبع سعادته من سعادة الأخرين، هذا الصنف من البشر عندما نقابله نشعر بفرحة وسعادة غامرة ترج الوجدان وتسري في العروق والقلب معاني المحبة، كل من عرفه تعلم منه الكثير في عالم الكتابة والأدب على المستوى المهني، والحب ومساعدة الآخر والتسامح والتعايش السلمي وإنكار الذات على المستوى الإنساني.

أذكر عندما اتصل بي وكنت في القاهرة أن أقطع إجازتي وأعود لاستلام عملي بجريدة الفجر، حدثني بصيغة الأب الودود والأخ الحريص على أخيه، وطلب بود أن أعود بأقرب وقت ممكن ولبيت الطلب وعدت بعد المكالمة بيوم واحد، وانطلق قطار آخر من حياتي ليصل لمحطة تلو محطة في نفس الاتجاه، لأجد نفسي بين ليلة وضحاها ومع مرور الوقت أنني رفيقه لسنوات تنقلها خلالها لأماكن ما كنت لأراها إلا في وجوده، أنه محمود علام صاحب القلب الكبير والتواضع الجم والتسامح الذي يكفي العالم ليعيش في سلام.

محمود علام ليس مجرد اسم، بل قصة طويلة تضم فصولاً وأبواباً وفهارس وهوامش، تضم تاريخاً ومعلومات عن ذاكرة تلم بجغرافية المكان والتاريخ والفلسفة، كما يعتبر مرجعاً مهماً للباحثين عن المحبة والعلوم في شتى المجالات، ابتسامته حين أطالبه بغلق جمعية محمود علام للأفكار والإبداعات الخيرية، تدفعني للضحك وتهديني للاستمرار على نهجه في مفهوم العطاء وتجاوز الهموم ونشر الطاقة الإيجابية، فتشكيل الشخصية لم يأت من فراغ بل من شخصيات لهم تأثير إيجابي توافق مع الميول الشخصي للفرد واهتماماته.

 أعد من المحظوظين لمعرفته ومقابلته، فقلما أن وجدنا من يشد من أزرنا ويهدينا إلى الطريق السليم، ويقومنا حين نخطأ ويكبرنا حين نلتقي بالكبار، فهناك أشخاص يجعلون الحياة جميلة ولها أشراقة مختلفة تماماً، فالعرفان والشكر من سماته وعلمنا احترام الكبير والرحمة بالصغير والابتسامة في وجوه الجميع بدون تصنيف ولا هدف أو غرض.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot