انفراج قد تتبعه «جولة جديدة» من الصراع
التوترات مع الغرب: هل سيكتفي بوتين بالنتيجة...؟
-- نجح الغرب في نقل الموضوع من أزمة أمنية عالمية إلى أزمة إقليمية حول أوكرانيا
بالنسبة للباحث مكسيم سوشكوف، مدير مركز الدراسات الأمريكية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، إن الانفراج الذي بدأته موسكو يوم الثلاثاء الماضي يمكن أن تتبعه “جولة جديدة” من الصراع.
بعد عدة أسابيع من التوتر وثمانية أيام من الباليه الدبلوماسي المكثف، بدأت روسيا الثلاثاء سحب بعض قواتها المنتشرة بالقرب من الحدود الأوكرانية. لكت الغرب لئن أعرب عن ارتياحه فانه غير مقتنع، وضاعف من رسائل الارتياب.
أكد البيت الأبيض يوم الأربعاء، أن التهديد الروسي ما زال “حقيقيا”. واتفق إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ عبر الهاتف على “ضرورة مواصلة الجهود للحد من التوترات وحل الأزمة من خلال الحوار”، وخطط رؤساء دول وحكومات السبعة والعشرون لمناقشة تطور التوترات حول أوكرانيا، قبل بدء قمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي أمس الأول الخميس في بروكسل.
من جانبهم، استمر الروس في الاستهزاء بما يتم تقديمه الآن على أنه “بارونيا” الغرب. “نطلب من وسائل الإعلام المضللة الأمريكية والبريطانية، بلومبرج، ونيويورك تايمز، والصن، إلخ... الإعلان عن روزنامة ‘غزواتنا’ للعام المقبل حتى يتسنى لي برمجة عطلتي”، كتبت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الروسية ماريا زاخاروفا على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالنسبة لمدير الدراسات في معهد موسكو للعلاقات الدولية، مكسيم سوشكوف، فإن اللعبة لم تنته لأنه لا يبدو أن فلاديمير بوتين قد حصل على ما يطالب به.
*ماذا حدث حتى هدأت التوترات، التي بدت وكأنها بلغت ذروتها في نهاية هذا الأسبوع، في يومين؟
- بدأ الناس في الغرب يهنئون أنفسهم بأنه كان “للدبلوماسية المكوكية” تأثيرها على فلاديمير بوتين. وربما كان تأثير التهديد بفرض عقوبات على لسان جو بايدن أكبر. في روسيا، انغمس الجميع في تصيد ساخر، “ما هو توقيت الغزو؟”. لكن إذا افترضنا أن ما يحدث في الوقت الحالي هو تهدئة، فقد بدأ هذا بعد زيارة أولاف شولتز الثلاثاء، وليس زيارة ماكرون “يوم الاثنين الماضي”، ولا حتى زيارة البريطانيين. من ناحية، كانت روسيا حريصة على إعادة علاقتها مع المستشار الجديد إلى مسارات أكثر ودية -هناك دائمًا أمل، أو وهم، ببداية جديدة. ثم، على عكس الدول الأوروبية الأخرى، لم تسلم برلين أسلحة إلى كييف، رغم ضغوط وانتقادات شركائها. موقف كان موضع تقدير في موسكو، لذلك كانت فرصة لبوتين لإظهار كيف يحب أن يعامل. والنتيجة، انتهى الأمر بشولتز، الذي عانى من غضب الصحافة الغربية، بجني الثمار، حتى وان كانت اتصالية فقط: لقد نجح في مهمته الدبلوماسية الأولى، حتى، ولو موضوعيا، لا يرتبط انسحاب القوات الروسية بما قد يكون قاله أو فعله. لقد حيّا الكرملين الموقف الذي يناسبه، والذي يجب على الغرب أن يأخذه كمثال.
*لكن هــــل حقـــًا حصلت روســـيا على شــــيء؟
- في الواقع، خسرت... تمت إعادة صياغة الوضع. كانت روسيا قد باشرت عملية تصفية حسابات قديمة منذ ثلاثين عامًا مع الغرب. لكن في الرواية الغربية، أصبحت أزمة روسية أوكرانية. كل التصريحات والمحادثات الهاتفية بين رؤساء الدول وبوتين ورحلات الأوروبيين إلى موسكو، كانت موجهة نحو تهدئة التوترات بين روسيا وأوكرانيا. ولم يتحدث أحد عن المطالب التي كانت موسكو قد طرحتها على الطاولة في ديسمبر. في رأيي، إنه انتصار، من وجهة نظر اتصالية على أية حال، للغرب ... نقل الموضوع من أزمة أمنية عالمية إلى أزمة إقليمية حول أوكرانيا.
*هل سيكتفي بوتين بنتيجة عملية لي الذراع هذه؟
- هذا هو السؤال الكبير. بوتين، الذي هو حقاً المحرض على هذه العملية برمتها، هل سيكتفي بالنتيجة، أي مواصلة الحديث حول الموضوعات التي وصفها بأنها “ثانوية”؟
وإلا فإن جولة جديدة من التوترات ستكون متوقعة. على سبيل المثال، عندما فشل الألمان والفرنسيون في الضغط على كييف لتطبيق اتفاقيات مينسك. السيناريو الثالث: استمرار المأزق الذي أردنا الخروج منه تماما. لكن مشكلة الأمن الأوروبي، وتوسيع الناتو، وعضوية الناتو لم يتم حلها. وحتى لو طُلب من بوتين مرارًا وتكرارًا ألا يقلق، وأن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا في التحالف، فإنه لم يتلق الضمانات القانونية الشهيرة التي طالب بها.
*كيف تحلل دعوة الدوما فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين؟
- هناك عدة قراءات محتملة... يمكن أن تكون حملة اتصالية تستهدف الغرب، لتقديم بوتين كشرطي جيد أمام صقوره، الذي عندما طُلب منه الاعتراف بالجمهوريات الانفصالية، أجاب: “دعونا نعطي فرصة للدبلوماسية، دعونا نحترم اتفاقيات مينسك، يجب أن يبقى دونباس في أوكرانيا بشرط احترام حقوق المتحدثين بالروسية هناك “. في نفس الوقت، هذه فرصة لتقديم جوكر يحافظ عليه بوتين في جيبه: “إذا لم نتوصل حقًا إلى اتفاق، فسوف أجبر على الرضوخ لإرادة غالبية زملائي الوطنيين، والاعتراف بالجمهوريات «.
بالنسبة للباحث مكسيم سوشكوف، مدير مركز الدراسات الأمريكية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، إن الانفراج الذي بدأته موسكو يوم الثلاثاء الماضي يمكن أن تتبعه “جولة جديدة” من الصراع.
بعد عدة أسابيع من التوتر وثمانية أيام من الباليه الدبلوماسي المكثف، بدأت روسيا الثلاثاء سحب بعض قواتها المنتشرة بالقرب من الحدود الأوكرانية. لكت الغرب لئن أعرب عن ارتياحه فانه غير مقتنع، وضاعف من رسائل الارتياب.
أكد البيت الأبيض يوم الأربعاء، أن التهديد الروسي ما زال “حقيقيا”. واتفق إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ عبر الهاتف على “ضرورة مواصلة الجهود للحد من التوترات وحل الأزمة من خلال الحوار”، وخطط رؤساء دول وحكومات السبعة والعشرون لمناقشة تطور التوترات حول أوكرانيا، قبل بدء قمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي أمس الأول الخميس في بروكسل.
من جانبهم، استمر الروس في الاستهزاء بما يتم تقديمه الآن على أنه “بارونيا” الغرب. “نطلب من وسائل الإعلام المضللة الأمريكية والبريطانية، بلومبرج، ونيويورك تايمز، والصن، إلخ... الإعلان عن روزنامة ‘غزواتنا’ للعام المقبل حتى يتسنى لي برمجة عطلتي”، كتبت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الروسية ماريا زاخاروفا على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالنسبة لمدير الدراسات في معهد موسكو للعلاقات الدولية، مكسيم سوشكوف، فإن اللعبة لم تنته لأنه لا يبدو أن فلاديمير بوتين قد حصل على ما يطالب به.
*ماذا حدث حتى هدأت التوترات، التي بدت وكأنها بلغت ذروتها في نهاية هذا الأسبوع، في يومين؟
- بدأ الناس في الغرب يهنئون أنفسهم بأنه كان “للدبلوماسية المكوكية” تأثيرها على فلاديمير بوتين. وربما كان تأثير التهديد بفرض عقوبات على لسان جو بايدن أكبر. في روسيا، انغمس الجميع في تصيد ساخر، “ما هو توقيت الغزو؟”. لكن إذا افترضنا أن ما يحدث في الوقت الحالي هو تهدئة، فقد بدأ هذا بعد زيارة أولاف شولتز الثلاثاء، وليس زيارة ماكرون “يوم الاثنين الماضي”، ولا حتى زيارة البريطانيين. من ناحية، كانت روسيا حريصة على إعادة علاقتها مع المستشار الجديد إلى مسارات أكثر ودية -هناك دائمًا أمل، أو وهم، ببداية جديدة. ثم، على عكس الدول الأوروبية الأخرى، لم تسلم برلين أسلحة إلى كييف، رغم ضغوط وانتقادات شركائها. موقف كان موضع تقدير في موسكو، لذلك كانت فرصة لبوتين لإظهار كيف يحب أن يعامل. والنتيجة، انتهى الأمر بشولتز، الذي عانى من غضب الصحافة الغربية، بجني الثمار، حتى وان كانت اتصالية فقط: لقد نجح في مهمته الدبلوماسية الأولى، حتى، ولو موضوعيا، لا يرتبط انسحاب القوات الروسية بما قد يكون قاله أو فعله. لقد حيّا الكرملين الموقف الذي يناسبه، والذي يجب على الغرب أن يأخذه كمثال.
*لكن هــــل حقـــًا حصلت روســـيا على شــــيء؟
- في الواقع، خسرت... تمت إعادة صياغة الوضع. كانت روسيا قد باشرت عملية تصفية حسابات قديمة منذ ثلاثين عامًا مع الغرب. لكن في الرواية الغربية، أصبحت أزمة روسية أوكرانية. كل التصريحات والمحادثات الهاتفية بين رؤساء الدول وبوتين ورحلات الأوروبيين إلى موسكو، كانت موجهة نحو تهدئة التوترات بين روسيا وأوكرانيا. ولم يتحدث أحد عن المطالب التي كانت موسكو قد طرحتها على الطاولة في ديسمبر. في رأيي، إنه انتصار، من وجهة نظر اتصالية على أية حال، للغرب ... نقل الموضوع من أزمة أمنية عالمية إلى أزمة إقليمية حول أوكرانيا.
*هل سيكتفي بوتين بنتيجة عملية لي الذراع هذه؟
- هذا هو السؤال الكبير. بوتين، الذي هو حقاً المحرض على هذه العملية برمتها، هل سيكتفي بالنتيجة، أي مواصلة الحديث حول الموضوعات التي وصفها بأنها “ثانوية”؟
وإلا فإن جولة جديدة من التوترات ستكون متوقعة. على سبيل المثال، عندما فشل الألمان والفرنسيون في الضغط على كييف لتطبيق اتفاقيات مينسك. السيناريو الثالث: استمرار المأزق الذي أردنا الخروج منه تماما. لكن مشكلة الأمن الأوروبي، وتوسيع الناتو، وعضوية الناتو لم يتم حلها. وحتى لو طُلب من بوتين مرارًا وتكرارًا ألا يقلق، وأن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا في التحالف، فإنه لم يتلق الضمانات القانونية الشهيرة التي طالب بها.
*كيف تحلل دعوة الدوما فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين؟
- هناك عدة قراءات محتملة... يمكن أن تكون حملة اتصالية تستهدف الغرب، لتقديم بوتين كشرطي جيد أمام صقوره، الذي عندما طُلب منه الاعتراف بالجمهوريات الانفصالية، أجاب: “دعونا نعطي فرصة للدبلوماسية، دعونا نحترم اتفاقيات مينسك، يجب أن يبقى دونباس في أوكرانيا بشرط احترام حقوق المتحدثين بالروسية هناك “. في نفس الوقت، هذه فرصة لتقديم جوكر يحافظ عليه بوتين في جيبه: “إذا لم نتوصل حقًا إلى اتفاق، فسوف أجبر على الرضوخ لإرادة غالبية زملائي الوطنيين، والاعتراف بالجمهوريات «.